عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٤
واستهل شهر شوال بيوم الاحد سنة 1223 وفي أواخره حضر شاهين بك الألفي من ناحية البحيرة وذلك بعد ارتحال أولاد علي من الإقليم وفيه أيضا حضر سليمان كاشف البواب من ناحية قبلي وصحبته عدة من المماليك وأربعة من الكشاف فقابل الباشا وخلع عليه وانزله ببيت طنان بسويقة العزى وسكن بها وحضر مطرودا من اخوانه المرادية واستهل شهر القعدة بيوم الاثنين سنة 1223 وفيه عزل الباشا السيد المحروقي عن نظارة الضربخانه ونصب بها شخصا من أقاربه وفي ثالث عشره نزل والى الشرطة وامامه المناداة على ما يستقرضه الناس من العسكر بالربا والزيادة على أن يكون على كل كيس ستة عشر قرشا في كل شهر لا غير والكيس عشرون ألف نصف فضة وهو الكيس الرومي وذلك بسبب ما انكسر على المحتاجين والمضطرين من الناس من كثرة الربا لضيق المعاش وانقطاع المكاسب وغلو الأسعار وزيادة المكوس فيضطر الشخص إلى الاستدانة فلا يجد من يداينه من أهل البلد فيستدين من أحد العسكر ويحسب عليه على كل كيس خمسين قرشا في كل شهر وإذا قصرت يد المديون عن الوفاء أضافوا الزيادة على الأصل وبطول الزمن تفحش الزيادة ويؤل الامر لكشف حال المديون وجرى ذلك على كثير من مساتير الناس وباعوا املاكهم ومتاعهم والبعض لما ضاق به الحال ولم يجد شيئا خرج هاربا وترك أهله وعياله خوفا من العسكري وما يلاقي منه وربما قتله فعرض بعض المديونين إلى الباشا فامر بكتابة هذا البيور لدي ونزل به والي الشرطة ونادى به في الأسواق فعد ذلك من غرائب الحكام حيث ينادى على الربا جهارا في الأسواق من غير احتشام ولا مبالاة لأنهم لا يرون ذلك عيبا في عقيدتهم
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»