عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ١٨٣
عشرينه اشيع وصول رؤوس القتلى ومن معهم من الاسرى إلى بولاق فهرع الناس بالذهاب للفرجة ووصل الكثير منهم إلى ساحل بولاق وركب أيضا كبار العسكر ومعهم طوائفهم لملاقاتهم فطلعوا بهم إلى البر وصحبتهم جماعة العسكر المتسرفين معهم فأتوا بهم من خارج مصر ودخلوا بهم من باب النصر وشقوا بهم من وسط المدينة وفيهم فسيال كبير وآخر كبير في السن وهما راكبان على حمارين والبقية مشاة في وسط العسكر ورؤوس القتلى معهم على نبابيت وقد تغيرت وانتنت رائحتها وعدتها أربعة عشر رأسا والاحياء خمسة وعشرون ولم يزالوا سائرين بهم إلى بركة الازبكية وضربوا عند وصولهم شنكا ومدافع وطلعوا بالاحياءمع فسيالهم إلى القلعة وفيه نبه السيد عمر النقيب على الناس وأمرهم بحمل السلاح والتأهب للجهاد في الانكليز حتى مجاورى الأزهر وأمرهم بترك حضور الدروس وكذلك امر المشايخ المدرسين بترك القاء الدروس وفيه وصل عابدين بك وعمر بك واحمد أغا لاظ اوغلي من ناحية قبلي وأشيع وصول الباشا بعد يومين وفي يوم الاثنين وصل أيضا جملة من الرؤوس والاسرى إلى بولاق فطلعوا بها على الرسم المذكور وعدتها مائة رأس واحد وعشرون رأسا وثلاثة عشر أسيرا وفيهم جرحى ومات أحدهم على بولاق فقطعوا رأسه ورشقوها مع الرؤوس وشقوا بها من وسط المدينة آخر النهار وفي يوم الثلاثاء حصلت جمعية ببيت القاضي وحضر حسن باشا وعمر بك والدفتردار وكتخدا بك والسيد عمر النقيب والشيخ الشرقاوي والشيخ الأمير وباقي المشايخ فتكلموا في شأن حادثة الانكلير والاستعداد لحربهم وقتالهم وطردهم فإنهم أعداء الدين والملة وقد صاروا أيضا اخصاما للسلطان فيجب على المسلمين دفعهم ويجب أيضا أن يكون الناس والعسكر على حال الألفة والشفقة والاتحاد وان يساعدوا بعضهم بعضا على دفع العدو ثم
(١٨٣)
مفاتيح البحث: القتل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»