عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ١٣٥
اجلوهم عنها وفتحوا فم الخليج فجرى فيه الماء ودخلوا فيه بمراكبهم فسد الألفية الخليج من أعلى عليهم وحضر شاهين بك فسد مع الألفية فم الخليج باعدال القطن والمشاق ثم فتحوه من أسفل فسال الماء في السبخ ونضب الماء من الخليج ووقفت السفن على الأرض ووصلتهم الألفية فأوقعوا معهم وقعة عظيمة وذلك عند قرية يقال لها منية القران فانهزموا إلى سنهور وتحصنوا بها فأحاطوا بهم واستمروا على محاربتهم حتى افترق الفريقان فيما بعد وفيه أيضا وصلت الاخبار بأن ياسين بك لم يزل يحارب من بمدينة الفيوم حتى ملكها وقتل من بها ولم ينج منهم الا القليل وكانوا ارسلوا يستنجدون بارسال العسكر فلم يلحقوهم وفيه وردت الاخبار من الجهة القبلية بأن الامراء المصريين اخلوا منفلوط وملوى وترفعوا إلى اسيوط وجزيرة منقياط وتحصنوا بهما وذلك لما اخذ النيل في الزيادة وخشوا من ورود العساكر عليهم بتلك النواحي فلايمكنهم التحصن فيها فترفعوا إلى اسيوط فلما فعلوا ذلك أشاعوا هروبهم وذكروا أن عادبدين بك وحسن بك حارباهم وطرداهم إلى أن هربوا إلى اسيوط ولما خلت تلك النواحي منهم رجع كاشف منفلوط وملوى وخلافهما الذين كانوا طردوهم في العام الماضي وفروا من مقاتلتهم وفيه شرع الباشا في تجهيز عساكر وتسفيرهم إلى جهة بحرى وقبلي وحجزوا المراكب للعسكر فانقطعت سبل المسافرين وذلك عندما اطمأن خاطره من قضية القبودان والعزل وفيه شرع أيضا في تقرير فرضة عظيمة على البلاد والقرى والتجار ونصارى الاروام والأقباط والشوام ومساتير الناس ونساء الأعيان والملتزمين وغيرهم وقدرها ستة آلاف كيس وذلك برسم مصلحة القبودان وذكروا انها سلفة ستة أيام ثم ترد إلى أربابها ولا صحة لذلك وفي ليلة الاثنين وصل كتخدا القبودان إلى ساحل بولاق فضربوا
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»