عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ١٣٤
وختم عليه الأشياخ والاختيارية والوجاقلية وأرسله صحبة ابنه إبراهيم بك واصحب معه هدية حافلة وخيولا واقمشة هندية وغير ذلك وتلفت طبخة الألفي والتدابير ولم تسعفه المقادير وفي هذه الأيام تخاصم عرب الحويطات والعيايدة وتجمع الفريقان حول المدينة وتحاربوا مع بعضهم مرارا وانقطعت السبل بسبب ذلك وانتصر الباشا للحويطات وخرج بسببهم إلى العادلية ثم رجع ثم إنهم اجتمعوا عند السيد عمر النقيب وأصلح بينهم شهر رجب سنة 1221 استهل بيوم الاحد فيه وصل القاضي الجديد ويسمى عارف أفندي وهو ابن الوزير خليل باشا المقتول وانفصل محمد أفندي سعيد حفيد علي باشا المعروف بحكيم اوغلي وكان انسانا لا بأس به مهذبا في نفسه وسافر إلى قضاء المدينة المنورة من القلزم بصحبة القافلة وفي يوم الجمعة سادسه سافر إبراهيم بك بن الباشا بالهدية وسافر بصحبته محمد أغا لاظ الذي كان سلحدار محمد باشا خسروا وفي يوم السبت ارسل الباشا إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي ترجمانه يأمره بلزوم داره وانه لا يخرج منها ولا إلى صلاة الجمعة وسبب ذلك أمور وضغائن ومنافسات بينه وبين اخوانه كالسيد محمد الدواخلي والسيد سعيد الشامي وكذلك السيد عمر النقيب فأغروا به الباشا ففعل به ما ذكر فامتثل الامر ولم يجد ناصرا واهمل امره وفيه توارت الاخبار بوقوع معركة عظيمة بين العسكر والالفي وذلك أن الألفي لم يزل محاصرا دمنهور وهم ممتنعون عليه إلى الآن وسد خليج الاشرفيه ومنع الماء عن البحيرة والإسكندرية لضرورة مرور الماء من ناحية دمنهور ليعطل عليهم المراد من الحصار فأرسل الباشا بربر باشا الخازندار ومعه عثمان أغا ومعهما عدة كثيرة من العساكر في المراكب فوصلوا إلى خليج الاشرفية من ناحية الرحمانية وعليه جماعة من الألفية فحاربوهم حتى
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»