عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٩٨
بمنفلوط ومنتظرا ارتحال الحجاج ثم يسير إلى جهة مصر فأرسلوا علي بك الجديد إلى طرا عوضا عن مصطفى كاشف وأرسلوا صالح بك إلى الجيزة وأخذوا في الاهتمام 2 وفيه حفر خندق من البحر إلى المتاريس وفردوا فلاحين على البلاد للحفر مع اشتغالهم بأمور الحج ودعوا هم نقص مال الصرة وتعطيل الجامكية المضافة لدفتر الحرمين وتوجيه المعينين من القليونجية على الملتزمين وفي يوم الأحد رابع عشرينه حضر السيد عمر أفندي مكرم الأسيوطي بمكاتبة من الامراء القبليين خطابا إلى شيخ البلد والمشايخ وللباشا سرا وفيه سافر إسماعيل باشا المنفصل من بولاق بعد أن أدى ما عليه وفي يوم الاثنين خامس عشرنيه خرج المحمل صحبة أمير الحاج حسن بك قصبة رضوان وفي يوم الثلاثاء اجتمعوا بالديوان عند الباشا وقرئت المكاتبات الواصلة عن الامراء القبليين فكان حاصلها أننا في السابق طلبنا الصلح مع إخواننا والصفح عن الأمور السالفة فأبى المرحوم إسماعيل بك ولم يطمئن لطرفنا وكل شيء نصيب والأمور مرهونة بأوقاتها والان اشتقنا إلى عيالنا وأوطاننا وقد طالت علينا الغربة وعزمنا على الحضور إلى مصر على وجه الصلح وبيدنا أيضا مرسوم من مولانا السلطان وصل الينا صحبة عبد الرحمن بك بالعفو والرضا والماضي لا يعاد ونحن أولاد اليوم وأن اسيادنا المشايخ يضمنون غائلتنا فلما قرئت تلك المكاتبة التفت الباشا إلى المشايخ العروسي ان كان التفاقم بينهم وبين أمرائنا المصرية الموجودين الآن فإننا نترجى عندهم وان كان ذلك بينهم وبين السلطان فالامر لنائب مولانا السلطان ثم اتفق الرأي على كتابة جواب حاصله ان الذي يطلب الصلح يقدم الرسالة بذلك قبل قدومه وهو بمكانه وذكرتم انكم تائبون وقد تقدم منكم هذا القول مرارا ولم نر له أثرا فان شرط التوبة رد المظالم وأنتم لم تفعلوا ذلك ولم ترسلوا ما عليكم من الميري
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»