عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٩٦
وفي غرة رمضان حضر ططرى وعلى يده مرسوم بعزل إسماعيل باشا ولن يتوجه إلى الموره وان باشة الموره محمد باشا الذي كان بجدة في العام الماضي المعروف بعزت هو والى مصر فعملوا الديوان وقرئت المرسومات فقال الامراء لا نرضى بذهابك من بلدنا وأنت أحسن لنا من الغريب الذي لا نعرفه فقال وكيف يكون العمل ولا يمكن المخالفة فقالوا نكتب عرضحال إلى الدولة ونرجو تمام ذلك فقال لا يتم ذلك فان المتولي كأنكم به وصل إلى الإسكندرية وعزم على النزول صبح تاريخه ثم إنهم اتفقوا على كتابه عرضحال بسبب تركة إسماعيل بك خوفا من حضور معين بسبب ذلك وعين للسفرية الشيخ محمد الأمير وفي يوم الخميس خامس عشر رمضان نزل الباشا من القلعة إلى بولاق وقصد السفر على الفور وطلب المراكب وأنزل بها متاعة ويرقه فلما رأوا منه العجلة وعدم التأني وقصدهم تأخيره إلى حضور الباشا الجديد ويحاسب على ما دخل في جهته فاجتمعوا عليه صحبة الاختيارية وكلموه في الثاني فعارضهم وعاندهم وصمم على السفر من الغد فاغلظوا عليه في القول وقالوا له هذا غير مناسب يقال إن الباشا أخذ مال مصر وهرب فقال وأي شيء أخذته منكم قالوا له لا بد من عمل حساب فإن الحساب لا كلام فيه ولا بد من التاني حتى نعمل الحساب فقال أنا أبقى عندكم الكتخدا فحاسبوه نيابة عني والذي يطلع لكم في طرفي خذوه منه فلم يرضوا بذلك فقال أنا لا بد من سفري أما اليوم أو غدا فقاموا من عنده على غير رضا وأرسلوا الوالي والاغا يناديان على ساحل البحر على المراكب بان كل من سافر بشيء من متاع الباشا أو بأحد من اتباعه يستأهل الذي يجري عليه وطردوا النواتية من المراكب ولم يتركوا في كل مركب الا شخصا واحدا نوتيا فقط وتركوا عند بيت الباشا جماعة حراسا وفيه حضر خازندار الباشا الجديد وأخبر بوصول مخدومه إلى ثغر الإسكندرية ومعه خلعة القائمقامية لعثمان بك طبل ومكاتبة إلى الامراء
(٩٦)
مفاتيح البحث: شهر رمضان المبارك (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»