عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٥٩٤
وفي عصريتها حضر جوخدار البرديسي وهو الذي قتل حسين آغا شنن وحكى بصورة الحال فألبسه إبراهيم بك فروة وأنعم عليه ببلاد المقتول وبيته وزوجته وأملاكه وجعله كاشف الغربية وذهب إلى وكيل الألفي أيضا فخلع عليه فروة سمور وصار يبدر الذهب في حال ركوبه وفي يوم الجمعة ذهب المذكور إلى مقام الإمام الشافعي وأرخى لحيته على عادتهم التي سنها السدنة ليعفيها بعد ذلك من الحلق وفي ذلك اليوم عمل إبراهيم بك ديوانا ببيت ابنته بدرب الجماميز وحضر القاضي والمشايخ ولبس خلعة وتولى قائمقام مصر وضربت في بيته النوبة التركية وفي عشرينه ورد الخبر بوصول علي باشا الطرابلسي إلى إسكندرية واليا على مصر عوضا عن محمد باشا وحضر منه فرمان خطابا للأمراء يعلمهم بوصوله ويذكر لهم انه متولي على الأقطار المصرية عوضا عن محمد باشا من إسكندرية إلى أسوان ولم يبلغ الدولة موت طاهر باشا ولا دخولكم إلى مصر ومعنا أوامر لطاهر باشا واحمد باشا انهم يتوجهون بالعساكر إلى الحجاز بسبب الوهابيين فلما وصلنا إلى إسكندرية بلغنا موت طاهر باشا وحضوركم إلى المدينة بمعاونة الارنؤدية وقتل رجال الدولة والانكشارية وقتل من معهم واخراج من بقي على غير صورة إلى غير ذلك وهذا غير مناسب ولا نرضى لكم بهذا على هذا الوجه فإننا نحب لكم الخير ولنا معكم عشرة سابقة ومحبة أكيدة ونطلب راحتكم في أوطانكم ونسعى لكم فيها على وجه جميل وكان المناسب ان لا تدخلوا المدينة الا بأذن الدولة فان تظاهركم بالخلاف والعصيان مما يوجب لكم عدم الراحة فان سيف السلطنة طويل فربما استعان السلطان عليكم ببعض المخالفين الذين لا طاقة لكم بهم ثم قال لهم في ضمن ذلك ان لنا معكم
(٥٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 599 ... » »»