وفيه ترادفت الاخبار بأمر عبد الوهاب وظهور شأنه من مدة ثلاث سنوات من ناحية نجد ودخل في عقيدته قبائل من العرب كثيرة وبث دعاته في أقاليم الأرض ويزعم أنه يدعو إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله ويأمر بترك البدع التي ارتكبها الناس ومشوا عليها إلى غير ذلك وفيه سافر عثمان كتخدا الدولة إلى الديار الرومية ونزل إلى بولاق وضربوا له عدة مدافع وأخذ صحبته الخزينة وسافر معه مختار أفندي ابن شريف أفندي دفتردار مصر وفي هذه الأيام حصلت أمطار متتابعة وغيام ورعود وبروق عدة أيام وذلك في أواسط نيسان الرومي وفي ذلك اليوم نبهوا على الوجاقات والعساكر بالحضور من الغد إلى الديوان لقبض الجامكية فلما كان في صبحها يوم الثلاثاء نصبوا صيوانا كبيرا ببركة الازبكية وحضر العساكر الوجاقلية بترتيبهم ونزل الباشا بموكبه إلى ذلك الصيوان وهو لابس على رأسه الطلخان والقعطان الأطلس وهو شعار الوزارة ووضعوا الأكياس وخطفوها على العادة القديمة فكان وقتا مشهودا وفي يوم الثلاثاء تاسعه حضر كبير الانكليز من الإسكندرية ونصبوا وطاقهم ببرانبابة فلما كان يوم الأربعاء يوم عاشوراء عدي كبير الانكليز ومعه عدة من أكابرهم فتهيأ لملاقاته الباشا واصطفت العساكر عند بيت الباشا ووصل الانكلز إلى الازبكية وطلعوا إلى عند الباشا وقابلوه فخلع عليهم وقدم لهم خيلا وهدية ثم نزلوا وركبوا ورجعوا إلى وطاقهم وعند ركوبهم ضربوا لهم عدة مدافع فلم يعجب الباشا ضربها فأمر الطبجية لكونهم لم يضربوها على نسق واحد وفيه وردت الاخبار بأن الانكليز أخلوا القلاع بالإسكندرية وسلموها لاحمد بك خورشيد وذلك يوم الاثنين ثامنه وأبطلوا الكرنتينه أيضا وحصل الفرج للناس وانطلق سبيل المسافرين برا وبحرا وأخذ الباشا في
(٥٢٦)