والخبز رطل بنصف فضة وكذلك جميع الأشياء العطرية والأقمشة العشرة أحد عشر والراوية الماء بعشرة انصاف بعد عشرين وغير ذلك ورسموا بان الرطل في الأوزان مطلقا يكون قباني اثني عشر وقية وأبطلوا الرطل الزياتي الذي يوزن به الادهان والاجبان والخضراوات وهو أربعة عشر وقية فلم يستمر من هذه الأوامر بعد ذلك سوى نقص الأرطال ولما برزت هذه الرسوم هرع الناس لشراء اللحم والماكولات حتى فرغ الخبز من الافران وشق المحتسب فقبض على جماعة من الخبازين وخزم آنافهم وعلق فيها الخبز وكذلك الجزارون خزمهم وعلق في آنافهم اللحم وأكثر حضرة الباشا وعظماء أتباعه من التجسس وتبديل الشكل والملبوس والمرور والمشي في الأزقة والأسواق حتى أخافوا الناس وانكف العسكر عن الأذية ولزموا الأدب ومشى كل واحد في طريقته ودربه ومشت النساء كعادتهم في الأسواق لقضاء أشغالهم فلم يتعرض لهم أحد من العسكر كما كانوا يفعلون وفي يوم الخميس خامس عشره ارتحل الوزير من بلبيس وفي يوم السبت سابع عشره سافر خليل أفندي الرجائي الدفتردار المعزول في البحر من طريق دمياط وانتقل شريف أفندي الدفتردار إلى الدار التي كان بها الأول وهي دار البارودي بباب الخرق وفي يوم الاثنين تاسع عشره كان موكب أمير الحاج عثمان بك وصحبته المحمل على العادة وخرج في أبهة ورونق وانسرت القلوب في ذلك اليوم إلى لقائه ونجز له جميع اللوازم مثل الصرة وعوائد العربان وغير ذلك وكان المتقيد بتشهيل ذلك وبجميع اللوازم حضرة شريف أفندي الدفتردار وفي يوم الثلاثاء سابع عشرينه شنقوا ثلاثة أنفار في جهات مختلفة تزيوا بزي العسكر يقال إنهم من الفرنسيس افتقدوهم من العسكر المتوجه إلى الحج وفي ذلك اليوم عمل حضرة الباشا ديوانا وأرسل الجاويشية إلى جميع
(٥١٣)