عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٥١١
وفي ليلة الأربعاء تاسع عشرينه ذهب يوسف أفندي إلى عند والي مصر فقلده نقابة الأشراف وألبسه فروة بعد أن كان اهمل امره وفيه عزل أغات الانكشارية وتولى آخر عوضه من العثمانية ونزل المعزول إلى بولاق ليسافر إلى جهة الصعيد شهر شوال سنة 1216 استهل بيوم الخميس في ثالثه يوم السبت خرج جاليش الوزير إلى قبة النصر ونودى بخروج العساكر ويكون آخر خروجهم يوم الاثنين فشرعوا في الخروج بأحمالهم ودوابهم فلما كان يوم الاثنين خامسه خرج الوزير على حين غفلة إلى قبة النصر وتتابع خروج الأثقال والاحمال والعساكر وحصل منهم في الناس عربدة وأذية وأخذ بعضهم من عطارين القصر ثلاثة أرطال بن ثمنها مائة وعشرون نصفا فرمى له عشرين نصفا فصرح الرجل وقال أعطني حقي فضربه وقتله فأغلق الناس الحوانيت وانكفوا في دورهم فاستمرت جميع حوانيت البلدة مغلوقة حتى سافرت العساكر وانتقلت من قبة النصر ولازم حضرة محمد باشا والي مصر وطاهر باشا على المرور والطواف بالشوارع بالتبديل وثياب التخفيف ليلا ونهارا ولولا ذلك لحصل من العسكر مالا خير فيه وفيه كتبت فرمانات وألصقت بالشوارع ومفارق الطرق مضمونها بأن لا أحد يتعرض بأذية لغيره وكل من كان له دعوى أو شكية فليرفع قصته إلى الباشا وكل انسان يمشي في زيه وقانونه القديم ويلازموا على الصلوات بالجماعة في المساجد ويوقدوا قناديل ليلا على البيوت والمساجد والوكائل والخانات التي بالشوارع ولا يمر أحد من العسكر من بعد الغروب والذي يمشي بعد الغروب من أهل البلد يكون معه فانوس أو سراج ويبيعون ويشترون بالحظ والمصلحة ولا أحد يخفي عنده أحد من عسكر العرضي والذي يبقى منهم بيده يعاقب وان القهاوى المحدثة جميعها تغلق ولا يفتح الا القهاوي القديمة الكبار ولا يبيت أحد
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»