إلى مجرى البحر وفي ثامنه بعث قائمقام بليار فأحضر التجار وعظماء الناس وسألهم عن سبب غلق الحوانيت فقالوا له من وقف الحال والكساد الجلاء والموت فقال لهم من كان موجودا حاضرا فألزموه بفتح حانوته والا فأخبروني عنه ونزلت الحكام فنادت بفتح الحوانيت والبيع والشراء وفي عاشره شرعوا في هدم جانب من الجيزة من الجهة البحرية وقربت عساكر الانكليز القادمة من البر الغربي إلى البلد المسماة بنادر عند رأس ترعة الفرعونية وفيه تواترت الاخبار بأن العساكر الشرقية وصلت أوائلها إلى بنها وطحلا بساحل النيل وان طائفة من الانكليز رجعوا إلى جهة الإسكندرية وان الحرب قائم بها وأن الفرنساوية محصورون بداخل الإسكندرية والانكليز ومن معهم من العساكر يحاربون من خارج وهي في غاية المنعة والتحصين وان الانكليز بعد قدومهم وطلوعهم إلى البر ومحاربتهم لهم المرات السابقة أطلقوا الحبوس عن المياه السائلة من البحر المالح منه إلى الجسر المقطوع حتى سالت المياه وعمت الأراضي المحيطة بالإسكندرية وأغرقت اطيانا كثيرة وبلادا ومزارع وانهم قعدوا في الأماكن التي يمكن الفرنسيس النفوذ منها بحيث انهم قطعوا عليهم الطرق من كل ناحية وفي ثاني عشرة نزلت امرأة من القلعة بمتاعها واختفت بمصر فأحضر الفرنسيس حكام الشرطة والزموهم باحضارها وهذه المرأة اسمها هوى كانت زوجة لبعض الامراء الكشاف ثم إنها خرجت عن طورها وتزوجت نقولا وأقامت معه مدة فلما حدثت هذه الحوادث جمعت ثيابها واحتالت حتى نزلت من القلعة هي على حمار ومتاعها محمول على حمار آخر فنزلت عند بعض العطف وأعطت المكارية الأجرة وصرفتهم من خارج
(٤٦٢)