عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٠
من نفوط وبارود وسواريخ تصعد في الهواء وفي يوم الخميس ثامن عشرينه وصلت عدة مراكب وبها اسرى وعساكر جرحى وكذلك يوم الجمعة تاسع عشرينه حضرت مكاتبة من الفرنسيس بحكاية الحالة التي وقعت لم أقف على صورتها واستهل ربيع الأول بيوم السبت سنة 1214 في ثانيه وصلت مراكب من بحري وفيها جرحى من الفرنساوية وفيه قبضوا على الحاج مصطفى البشتيلي الزيات من أعيان أهالي بولاق وحبسوه ببيت قائممقام والسبب في ذلك ان جماعة من جيرانه وشوا عنه بأنه يدخل بعض حواصله الذي في وكالته عدة فدور مملوءة بالبارود فكبسوا على الحواصل فوجدوا بها ذلك أخبر الواشي فأخذوها وقبضوا عليه وحبسوه كما ذكر ثم نقلوه إلى القلعة وفي سادسه حضر أيضا جملة من العسكر وكثر لغط الناس على عادتهم في رواية الاخبار وفيه حضرت حجاج المغاربة ووصلوا صحبة الحج الشامي وأخبروا انهم حجوا صحبته وأمير الحاج الشامي عبد الله باشا ابن العظم وفي ليلة الأحد تاسعه حضر سارى عسكر الفرنساوية بونابارته ودخل إلى داره بالازبكية وحضر صحبته عدة أناس من اسرى المسلمين وشاع الخبر بحضوره فذهب كثير من الناس إلى الازبكية ليتحققوا الخبر على جليته فشاهدوا الاسرى وهم وقوف في وسط البركة ليراهم الناس ثم إنهم صرفوهم بعد حصة من النهار فأرسلوا بعضهم إلى جامع الظاهر خارج الحسينية واصعدوا باقيهم إلى القلعة وأما مصطفى باشا سارى عسكر فإنهم لم يقدموا به لمصر بل ارسلوه إلى الجيزة مكرما وابقوا عثمان خجا بالإسكندرية ولما استقر بونابارته في منزله ذهب للسلام عليه المشايخ والأعيان وسلموا عليه فلما استقر بهم المجلس قال لهم على لسان الترجمان ان سارى عسكر يقول لكم انه لما سافر إلى الشام كانت حالتكم طيبة في غيابه وأما في هذه المرة فليس كذلك لأنكم كنتم تظنون أن الفرنسيس لا يرجعون بل يموتون عن آخرهم فكنتم فرحانين ومستبشرين وكنتم
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»