داره وتوجه ثاني يوم مع المهدي وقابل سارى عسكر فبش له ووعده بخير ورد اليه بعض تعلقاته واستمر مقيما بداره والناس تغدو وتروح اليه على العادة وفي رابعة حضر أيضا حسن كتخدا الجربان بأمان وكان بصحبته عثمان بك الشرقاوي وفيه اشيع ان مراد بك ذهب إلى ناحية البحيرة فرار من الفرنسيس الذين بالصعيد وفي خامسة قتلوا عبد الله آغا أمير يافا وكان اخذ أسيرا وحبس ثم قتل وفيه قتل أيضا يوسف جربجي أبو كلس ورفيقه حسن كاشف وفي سادسه عمل الشيخ محمد المهدي وليمة عرس لزواج أحد أولاده ودعا سارى عسكر وأعيان الفرنساوية فتعشوا عنده وذهبوا وفيه أحضروا أربعة عشر مملوكا اسرى واصعدوهم إلى القلعة قيل إنهم كانوا لاحقين بمراد بك بالبحيرة فآوو إلى قبة يستظلون بها وتركوا خيولهم مع السواس فنزل عليهم طائفة من العرب فأخذوا الخيول فمروا مشاة فدل الفلاحون عليهم عسكر الفرنسيس فمسكوهم وقيل إنهم آووا إلى بلده وطلبوا منهم غرامة فصالحوهم فلم يرضوا بذلك بدون ما طلبوا فوعدوهم بالدفع من الغد وكانوا أكثر من ذلك وفيهم كاشف من جماعة عثمان بك الطنبرجي فذهب الفلاحون إلى الفرنسيس واعلموهم بمكانهم فحضروا إليهم ليلا وفر من فر منهم وقتل من قتل وأسر الباقي وأما الكاشف فيسمى عثمان التجأ إلى كبير الفرنسيس فحماه واخذه عنده وأحضروا الاسرى إلى مصر وعليهم ثياب زرق وزعابيط وعلى رؤوسهم عراقي من لباد وغيره وأصعدوهم إلى القلعة وقتلوا منهم في ثاني ليلة أشخاصا وفي تاسعه احضروا أيضا ستة اشخاص من المماليك واصعدوهم إلى القلعة وفي ذلك اليوم قتلوا أيضا نحو العشرة من الاسرى المحابيس وفي يوم الأحد عاشره ركب في عصريته سارى عسكر وعدى إلى بر الجيزة وتبعته العساكر ولم يعلم سبب ذلك ولما صاروا بالجيزة ضربوا
(٢٩٧)