احتياجات ولما وصل إلى جهة غزة أرسل إلى احمد باشا الجزار يعلمه بوصوله فأرسل لملاقاته خيلا ورجالا فذهب اليه وصحبته نحو الثلاثين نفرا لا غير فلما وصل إلى قرب عكا خرج اليه احمد باشا ولاقاه ووجهه إلى حيفا ورتب لهم بها رواتب وأما مراد بك فإنه خرج إلى بر الجيزة من أول السنة وجلس في قصر إسماعيل بك الذي عمره هناك واشتغل بعمل جبخانة وآلات حرب وبارود وجلل وقنابر وطلب الصناع والحدادين وشرع في انشاء مراكب وغلايين رومية وزاد في بناء القصر ووسعه وأنشأ به بستانا عظيما وغير ذلك وسافر عثمان بك الشرقاوي إلى ثغر الإسكندرية وجبى الأموال في طريقه من البلاد وفي يوم الأربعاء سابع عشرين ربيع الاخر وخامس كيهك القبطي أمطرت السماء مطرا متوسطا وفرح به الناس وفي يوم السبت غرة جمادى الأولى عدى مراد بك من بر الجيزة فدخل إلى بيته وأخبروا عن عثمان بك الشرقاوي انه رجع إلى رشيد ثم في رابعه حضر المذكور إلى مصر وفي ليلة الخميس خرج مراد بك وإبراهيم بك وباقي أمرائهم إلى جهة العادلية فأقاموا أياما قليلة ثم ذهب مراد بك إلى ناحية أبو زعبل وكذلك إبراهيم بك الوالي وصحبته جماعة من الامراء إلى ناحية الجزيرة في وقت خروجهم نهب اتباعهم ما صادفوه من الدواب وصاروا يكبسون الوكائل التي بباب الشعرية ويأخذون ما يجدونه من جمال الفلاحين السفارة وحميرهم نهبا فأما مراد بك فإنه لما وصل إلى أبو زعبل وجد هناك طائفة من عرب الصوالحة في خيشهم لاجنية لهم فنهبهم وأخذ أغنامهم ومواشيهم وقتل منهم نحو خمسة وعشرين شخصا ما بين غلمان وشيوخ واقام هناك يوما وقبض على مشايخ البلد أبى زعبل وحبسهم وقرر عليهم غرامة أحد عشر الف ريال ولم يقبل فيهم شفاعة أستاذهم وشتمه وضربه بالعصا واما عرب الجزيرة فأنهم ارتحلوا من أماكنهم وفي شهر شعبان وقع الاهتمام بسد خليج الفرعونية بسبب احتراق
(١٤٥)