عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٥٧٥
العروسي شيخ الأزهر إلى مراد بك ليأخذوا خاطره ويطلبوه للصلح مع خشداشينه ويرجع إليهم ويقبلوا شروطه ما عدا اخراج أحد من خشداشينهم فلما سافروا اليه وواجهوه وكلموه في الصلح تعلل باعذار واخبر انه لم يخرج من مصر الا هروبا خوفا على نفسه فإنه تحقق عنده توافقهم على غدره فان ضمنتهم وحلفتم لي بالايمان انه لا يحصل لي منهم ضرر وافقتكم على الصلح والا فدعوني بعيدا عنهم فقالوا له لسنا نطلع على القلوب حتى نحلف ونضمن ولكن الذي نظنه ونعتقده عدم وقوع ذلك بينكم لأنكم اخوة ومقصودنا الراحة فيكم وبراحتكم ترتاح الناس وتأمن السبل فأظهر الامتثال ووعد بالحضور بعد أيام وقال لهم إذا وصلتم إلى بني سويف ترسلون لي عثمان بك الشرقاوي وأيوب بك الدفتردار لاشترط عليهم شروطي فان قبلوها توجهت معهم والا عرفت خلاصي معهم وانفصلوا عنه على ذلك وودعوه وسافروا وحضروا إلى مصر في ليلة الجمعة ثالث عشرين شهر صفر وفي ذلك اليوم وصل الحجاج إلى مصر ودخل أمير الحج مصطفى بك بالمحمل في يوم الأحد وفي يوم السبت مستهل ربيع الأول خرج الامراء إلى ناحية معادي الخبير وحضر مراد بك إلى بر الجيزة وصحبته جمع كبير من الغز والاجناد والعربان والغوغاء من أهل الصعيد والهوارة ونصبوا خيامهم ووطاقهم قبالتهم في البر الآخر فأرسل اليه إبراهيم بك عبد الرحمن بك عثمان وسليمان بك الشابورى وآخرين في مركب فلما عدوا اليه لم يأذن لهم في مقابلته وطردهم ونزل أيضا كتخدا الباشا وصحبته إسماعيل أفندي الخلوتي في مراكب أخرى ليتوجهوا اليه أيضا لجريان الصلح فلما توسطوا البحر ووافق رجوع الأولين ضربوا عليهم بالمدافع فكادت تغرق بهم السفن ورجعوا وهم لا يصدقون بالنجاة فلما رأى ذلك إبراهيم بك ونظر امتناعه
(٥٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 ... » »»