صبحها أيوب بك جلس معه في خلوة وأخذ كل من الخازندار والكتخدا والجوخدار والسلحدار نظراءهم من جماعة محمد بك ثم قال محمد بك يخاطب أيوب بك يا هل ترى نحن مستمرون على الاخوة والمصافاة والصداقة والعهد واليمين الذي تعاقدنا عليه بالشام قال نعم وزيادة قال ومن نكث ذلك وخان اليمين ونقض العهد قال يقطع لسانه الذي حلف به ويده التي وضعها على المصحف فعند ذلك قال له بلغني أنه أتاك كتاب من أستاذنا علي بك فجمد ذلك فقال لعل ذلك صحيح وكتبت له الجواب أيضا قال لم يكن ذلك ابدا ولو اتاني منه جواب لأطلعتك عليه ولا يصح اني أكتمه عنك أو أرد له جوابا فعند ذلك أخرج له الجواب من جيبه وأحضر اليه ذلك الرسول فسقط في يده وأخذ ينتنصل ببادر العذر فعند ذلك قال له حينئذ لا تصح مرافقتك معي وقم فأذهب إلى سيدك وأمر بالقبض عليه وأنزلوه إلى المركب وأحاط بوطاقه وأسبابه وتفرقت عنه جموعه فلما صار وحيدا في قبضته أحضر عبد الرحمن أغا وكان إذ ذاك بناحية قبلي وانضم إلى محمد بك فقال له اذهب إلى أيوب بك واقطع يده ولسانه كما حكم على نفسه بذلك فأخذ معه المشاعلي وحضر اليه في السفينة وقطعوا يمينه ثم شبكوا في لسانه سنارة وجذبوه ليقطعوه فتخلص منهم والقى بنفسه إلى البحر فغرق ومات وكان قصد محمد بك أن يفعل به ذلك ويرسله على هذه الصورة إلى سيده بمصر ثم إنهم أخرجوه وغسلوه وكفنوه ودفنوه فعندما وقع ذلك أقبلت الامراء والاجناد المتفرقون بالاقاليم على محمد بك وتحققوا عند ذلك الخلاف بينه وبين سيده وقد كانوا متجمعين عن الحضور اليه ويظنون خلاف ذلك وحضر اليه جميع المنافي وأتباع القاسمية والهوارة الذين شردهم علي بك وسلب نعمتهم فانعم عليهم واكرمهم وتلقاهم بالبشاشة والمحبة واعتذر لهم وواساهم وقلدهم الخدم
(٤٠٨)