انه عنزه وهم يتغامزون ويضحكون فلما فرغوا من الاكل وشربوا القهوة وطلب الشيخ العنز فعرفه الأمير انها هي التي كانت بين يديه في الصحن وأكلها فبهت فبكته الأمير ووبخه وأمره بالانصراف وان يوضع جلد العنز على عمامته ويذهب به كما جاء بجمعيته وبين يديه الطبول والاشاير ووكل به من أوصله محله على تلك الصورة ولم يزل المترجم حتى تلعل بالأمراض والاسقام واضمحل منه الجسم والقوى بالآلام حتى وافاه الحمام في يوم الخميس خامس جمادى الأولى من السنة رحمه الله وابنه العلامة السيد احمد المعروف بكتيكت مفتي الشافعية بثغر سكندرية والسيد هلال الكتبي توفيا بعده بسنين والشيخ صالح الصحاف موجود مع الاحياء أعانه الله على وقته ومات الامام الفصيح البارع الفقيه الشيخ جعفر بن حسن بن عبد الكريم ابن محمد بن رسول الحسيني البرزنجي المدني مفتي الشافعية بها ولد بالمدينة وأخذ عن والده والشيخ محمد حيوة السندي وأجازه السيد مصطفى البكري وكان يقرأ دروس الفقه داخل باب السلام وكان عجيبا في حسن الالقاء والتقرير ومعرفة فروع المذهب تولى الافتاء والخطابة مدة تزيد على عشرين سنة كان قوالا بالحق امارا بالمعروف واجتمع به الشيخ سليمان بن يحيى شيخ المشايخ وذكره في رحلته وأثنى عليه وله مؤلفات منها البر العاجل بإجابة الشيخ محمد غافل والقبض اللطيف بإجابة نائب الشرع الشريف وفتح الرحمن على أجوبة السيد رمضان توفي في شهور هذه السنة قيل مسموما والله أعلم ومات الولي العارف أحد المجاذيب الصادقين الأستاذ الشيخ احمد ابن حسن النشرتي الشهير بالعريان كان من أرباب الأحوال والكرامات ولد في أول القرن وكان أول امره الصحو ثم غلب عليه السكر فأدركه المحو وكانت له في بدايته أمور غريبة وكان كل من دخل عليه زائرا
(٤٠٣)