وأولاده وان لا ينجمع عليه أحد ولا يأويه فلم يسعهم الا انهم ذهبوا عند عرب غزة فاكرموهم ولم يزل بها حتى مات وحضر سالم ابنه بعد ذلك إلى قليوب ببيت الشواربي شيخ الناحية سرا واخذله مكاتبة من إبراهيم بك أبي شنب خطابا إلى ابن وافي المغربي بأن يوطن أولاد حبيب عنده حتى يأخذ لهم إجازة من أستاذهم فأرسل احضر عمه واخاه سويلما وعدوا إلى الجبل الغربي وساروا عند ابن وافي شيخ المغاربة فرحب بهم وضرب لهم بيوت شعر وأقاموا بها إلى سنة 1130 فمات إبراهيم بك أبو شنب وكان يؤاسي أولاد حبيب ويرسل لهم وصولات بغلال يأخذونها من بلاده القبلية فلما مات في الفصل ضاقت معيشتهم فحضر سالم بن حبيب من عند ابن وافي خفية وذلك قبل طلوع ابن ايواظ بالحج سنة احدى وثلاثين ودخل بيت السيد محمد دمرداش وسلم عليه وعرفه بنفسه فرحب به وشكا له حال غربته وبات عنده تلك الليلة واخذه في الصباح إلى ابن ايواظ فدخل عليه وقبل يده ووقف فقال السيد محمد للصنجق عرفت هذا الذي قبل يدك قال لا قال هذا الذي جم أذناب خيولك قال سالم قال لبيك قال اتيت بيتي ولم تخف قال له نعم اتيت بكفني اما ان تنتقم واما ان تعفو فأننا ضقنا من الغربة وها انا بين يديك فقال له مرحبا بك احضر أهلك وعيالك وعمر في الكفر واتق الله تعالى وعليكم الأمان وامر له بكسوة وشال وكتب له أمانا وارسل به عبده وركب سالم وذهب عند إبراهيم الشواربي بقليوب فأقام عنده حتى وصل العبد بالأمان إلى عمه وأخيه في بني سويف فحملوا وركبوا وساروا إلى قليوب ونزلوا بدار اوسية الكفر حتى بنوا لهم دواوير وأماكن ومساكن واتتهم العرنبية ومشايخ البلاد ومقادمها للسلام والهدايا والتقادم فأقام على ذلك حتى تولى محمد بك ابن إسماعيل بك أمير الحاج فأخذ منه إجازة بعمار البلد الذي على البحر
(٣٩١)