واجازه ابن الميت في العموم واجتمع به شيخنا السيد مرتضى في منزل السيد علي المقدسي كان قد اتى اليه لمقابلة المنح البادية على نسخته وشاركهما في المقابلة وأحبه وباسطه وشافهه بالإجازة العامة وكان انسانا مستأنسا بالوحدة منجمعا عن الناس محبا للانفراد غامضا مخفيا ولا زال كذلك حتى توفي في آواخر جمادى الأولى سنة 1183 ودفن بالزاوية بالقرب من الفحامين ومات الجناب الاجل والكهف الاظل الجليل المعظم والملاذ المفخم الأصيلي الملكي ملجأ الفقراء والامراء ومحط رجال الفضلاء والكبراء شيخ العرب الأمير شرف الدولة همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام بن صبيح بن سيبيه الهوراي عظيم بلاد الصعيد ومن كان خيره وبره يعم القريب والبعيد وقد جمع فيه من الكمال ما ليس فيه لغيره مثال تنزل بحرم سعادته قوافل الاسفار وتلقى عنده عصى التسيار واخباره غنية عن البيان مسطرة في صحف الامكان منها انه إذا نزل بساحته الوفود والضيفان تلقاهم الخدم وانزلوهم في أماكن معدة لأمثالهم واحضروا لهم الاحتياجات واللوازم من السكر وشمع العسل والأواني وغير ذلك ثم مرتب الأطعمة في الغداء والعشاء والفطور في الصباح والمربيات والحلوى مدة اقامتهم لمن يعرف ومن لا يعرف فان أقاموا على ذلك شهورا لا يختل نظامهم ولا ينقص راتبهم والا قضوا اشغالهم على أتم مرادهم وزادهم اكراما وانصرفوا شاكرين وان كان الوافد ممن يرتجى البر والاحسان أكرمه وأعطاه وبلغه اضعاف ما يترجاه ومن الناس من كان يذهب اليه في كل سنة ويرجع بكفاية عامة وهذا شأنه في كل من كان من الناس وأما إذا كان الوافد عليه من أهل الفضائل أو ذوي البيوت قابلة بمزيد الاحترام وحياة بجزيل الانعام وكان ينعم بالجواري والعبيد والسكر والغلال والثمر والسمن والعسل وإذا
(٣٨٤)