عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ١٢٦
السيد عبد الله صاحب الرهط وممن اخذ عليه بها الطريقة الشيخ محمد حياة السندي بإشارة بعض الصالحين وكان المترجم يخبر عن نفسه انه لم يبق بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاب وانه لم يعط الطريقة النقشبندرية لاحد الا باذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه اعطى سيف أبي بكر بن العيدروس الأكبر الذي يشير اليه بقوله * وسيفي في غمده * لدفع الشدائد معدود * وقوله * بسيفي يلاقي المهند * وقائع تشيب الولود * ولم يزل على طريقة حميدة حتى توفي بها سنة اربع وعشرين ومائة والف ومات الامام الهمام عمدة المسلمين والاسلام الشيخ عبد ربه بن أحمد الديوي الضرير الشافعي أحد العلماء مصابيح الاسلام ولد ببلده ونشأ بها ثم ارتحل إلى دمياط وجاور بالمدرسة المتبولية فحفظ القرآن وعدة متون منها البهجة الوردية واشتغل هناك على أفاضلها كالشمس ابن أبي النور ولازمه في الفنون وتفقه به وقرأ عليه القرآن بالروايات واخذ عنه الطريق وتهذب به ثم ارتحل إلى القاهرة فحضر عند الشهاب البشبيشي قليلا ثم لازم الشمس الشرنبابلي في فنون إلى أن توجه إلى الحج فأمره بالجلوس موضعه والتقييد بجماعته فتصدى لذلك وعم النفع وبرعت طلبته وقصدته الفضلاء من الآفاق وكان اماما فاضلا فقيها نحويا فرضيا حيسوبا عروضيا نحريرا ماهرا كثير الاستحضار غريب الحافظة صافي السريرة مشتغل الباطن بالله جميل الظاهر بالعلم توفي يوم السبت ثالث عشر ربيع الآخرة ودفن يوم الأحد بعد الصلاة عليه بالأزهر بمشهد حافل عظيم اجتمع فيه الخاص والعام وذلك سنة ست وعشرين ومائة والف
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»