فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٩١
* بكم ولهى لا بالعذيب ولا النقا * وأنتم مرادي لا سعاد ولا لبنى * * لقد عاش من أنتم من العمر حظه * ومات الذي في غيركم عمره يفنى * * يلذ لي الليل الطويل بذكركم * فما أطيب الليل الطويل إذا جنا * * أحبتنا أين المواثيق بيننا * زمان خلونا بالحمى وتعاهدنا * * ظنناكم للعمر ذخرا وعدة * فيا قرب ما خيبتم بكم الظنا * * سمعتم من الأعداء قولهم بنا * ومن أجل ما قالوا تغيرتم عنا * * تغيرتم عنا بصحبة غيرنا * وأظهرتم الهجران ما هكذا كنا * * وأقسمتم ألا تحولوا عن الوفا * فحلتم عن العهد القديم وما حلنا * * أأحبابنا * ما كان أهنأ عيشنا) ولكنه ولى كطيف بدا وهنا * * مررنا على أوطانكم بعد بعدكم * فمذ نحن شاهدنا أماكنكم نحنا * * ولما تخيلنا جمالكم بها * وقفنا على تلك الديار وسلمنا * * سلام على العيش الذي بكم مضى * فما كان أشهاه لدى وما أهنا * * ليالي كان الدهر معنا موافقا * فلما نأيتم ما رأيت به معنى * * لئن عاد ذاك العيش يا سادتي بكم * وعدنا إلى تلك الديار كما كنا * * غفرت لأيامي جميع ذنوبها * وقلت لك الإنعام عندي والحسنى * وقال أيضا * بدا البرق من حزوى فهاج حنينه * وهبت صبا نجد فزاد انينه * * وغنى له الحادي بأيام حاجر * ففاضت بأمطار الدموع جفونه * * وذكره العيش الذي كان وانقضى * فكاد جوى يطرا عليه جنونه * * غريب بعيد الدار فارق أهله * كئيب وحيد بان عنه قرينه * * مريض إذا هب النسيم من الحمى * يطيب له خفاقه وسكونه * * تحمل أثقال الغرام وما له * معين على حمل الغرام يعينه * * وصان الهوى في قلبه كل جهده * فلما نأى الأحباب بان مصونه * * وظن بأن الدهر يجمع شمله * بمن يتمناهم فخابت ظنونه * * أهيل الحمى بنتم فدمعي مطلق * وقلبي قد ضاقت عليه شجونه * * أهيل الحمى لا أوحش الربع منكم * لقد كنتم للربع زينا يزينه * * مررت على الوادي وكان زمانكم * بلابله تشدو وتجري عيونه *
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 494 495 496 497 ... » »»