فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٦
* واليوم ألطف كل العالمين بنا * من عن أحبتنا أضحى يعزينا * * ليت العذول يرى من فيه يعذلنا * لعله إذ يرى عينا يراعينا * * إلى متى نحمل البلوى وعاذلنا * بغير ما هو يغنينا يعنينا * * ما ضر عذالنا لو أنهم رفقوا * فعذلهم ليس يسلينا ويسلينا * * حمائم الدوح في الأغصان نائحة * كما ننوح فنحكيها وتحكينا * * تشجو وتندب من شوق لمن فقدت * ومن فقدنا فنشجيها وتشجينا * * قد نسرت يا أحبانا جرائحنا * وما لنا غير لقياكم يداوينا * * أمراضنا من كلام الشامتين بنا * فهل زمان يشفينا ويشفينا * * إنا عطاش إلى أخباركم فمتى * يأتي رسول يروينا ويروينا * * بنا إلى عزكم فقر ومسكنة * فهل بشير يغنينا فيغنينا * وقال رحمه الله تعالى * ارفق بصب لا يريد سواكا * قد صار من فرط السقام شواكا * * أسكنته ربع الغرام فيا له * من ساكن لا يستطيع حراكا * * بالله من أفتاك في سفك الدما * حتى تسلط طرفك الفتاكا * * كم لي بأكناف الأجيرع وقفه * على على وادي الأراك أراكا * * كم صامت بالوجد ينطق حاله * هذا وكم شاك فؤادي شاكا * * ضرب الغرام على النفوس سرادقا * والحسن مد على العقول شباكا * * كيف الخلاص من الحمى وبربعه ال * غزلان تنصب للأسود شراكا * * وارحمنا لذوي الهوى من جاهل * متعقل ومغفل يتذاكى * * قالوا هلكت بحبه فرحمت من * من جهله عد النجاة هلاكا * * كفوا فما أحلى عذابي في الهوى * عندي إذا كان المعذب ذاكا * * يا صاحبي عرج بعرجاء الحمى * فهناك رؤية من تراه هناكا * * عرب يعز المحتمي بجنابهم * والعرب ما زالت تعز كذاكا * وقال أيضا * ما للقلوب سوى الحبيب أنيس * هو للفؤاد منادم وجليس * * جبذ القلوب إلى هواه جماله * فكأنه للخلق مغناطيس * * لا يدرك المعقول لطف جمال من * أهوى فكيف يناله المحسوس *
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»