فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٤٩٢
* فأبصرته من بعدكم وهو قد عفا * وأقفر منه سهله وحزونه * * فناديته أين الذين عهدتهم * هنا وغدير العيش صاف معينه * * فقال لي الوادي نأوا وترحلوا * وهذا فؤادي للتنائي حزينه * * فقلت فهل يسخو الزمان بعودهم * فقال لعل الدهر يسخو خئونه * * إلى أن يعود الماء في النهر جاريا * تموت به أطياره وغصونه * * وكم مات صب بالتوقع والمنى * ولم تقض من خصم الزمان ديونه * وقال أيضا * هنيئا لمن أمسى وأنت حبيبه * ولو أن نيران الغرام تذيبه * * وطوبى لقلب أنت ساكن سره * ولو بان عنه إلفه وقريبه * * وواها لمطرود عن الباب مبعد * لقد ضاق في هذا الوجود رحيبه * * وحقك ما من ذاق وصلك ميت * يحق عليه ندبه ونحيبه * * أيا غاية الآمال من أنت أنسه * فكل بلاء عنده يستطيبه * * ومن أنت راض عنه في طي غيبه * فما ضره والله من يستغيبه * * وما ضر صبا أن يبيت وما له * نصيب من الدنيا وأنت نصيبه * * عبيدك في باب التطفل واقف * إذا لم تجبه أنت من ذا يجيبه * * غريب عن الأوطان يبكي لذله * وهل ذاق طعم الذل إلا غريبة * * فقير من الأعمال أنت غناؤه * مريض من الآثام أنت طبيبه * * تقضت لياليه وفات زمانه * ولم يدر حتى لاح منه مشيبه * * غدا خاسرا فالعار يكفيه والعنا * وقد آن من ضوء النهار مغيبه * وقال أيضا * سلام عليكم هل تراكم علمتم * بما نال قلبي منذ ساعة بنتم * * وهل عندكم ما عند قلبي من الأسى * وهل مثل وجدي للفراق وجدتم * * أيا سادتي والله عهدي بلذتي * وطيب حياتي منذ كنت وكنتم * * ليالي كانت كالنهار منيرة * سهرت بها من طيبها وسهرتم * * فلا كان يوم كان آخر عهدكم * وقد أسرع الحادي سحيرا وسرتم * * ولا كان يوم فيه خلفت بعدكم * ونحن بوقفات الوداع نسلم * * ترحلت عنكم كارها غير طائع * أؤخر أقداما وأخرى أقدم *
(٤٩٢)
مفاتيح البحث: الموت (2)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 494 495 496 497 498 ... » »»