فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ١٣٥
الدرس بالجوزية وكان شيخا حسن البشر وافر الحرمة معظما في النفوس أقام بمصر مدة وكانت وفاته بدمشق سنة سبع وتسعين وستمائة وحضر جنازته ملك الأمراء والقضاة والأكابر وقال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس كنت عنده يوما وقد جاءه إنسان قال رأيت كأني صرت أترجة فقال أترجة ألف تا را جيم ها وعدها خمسة أحرف وقال أنت تموت بعد خمسة أيام فإن من رأى أنه صار ثمرة تؤكل فإنه يموت وهذه زيادة من عنده عدد حروف الأترجة وقال بهاء الدين بن غانم كنت عنده يوما فجاء إليه إنسان ومعه آخر فقال رأيت رؤيا وقصها فقال له ما رأيت شيئا وإنما تريد الاستخفاف فخرجا بعدما اعترفا فقلنا له من أين لك هذا قال لما تكلما نظرت في ذيل أحدهما نقطة من دم فذكرت الآية وهي قوله تعالى * (وجاءو على قميصه بدم كذب) * يوسف 18 فاتفق أني رأيت أحدهما فيما بعد فسألته عن القصة فقال لما اجتزنا عليه ذكرنا أمره الغريب وقلنا نريد نمتحنه وصنفنا رؤيا للوقت فكان ما سمعت وحكى عنه بأنه جاء إليه آخر وقال رأيت كأن في داري شجرة يقطين قال أعندك في دارك غير الزوجة قال نعم جارية قال بعني إياها قال إنها ملك زوجتي قال قل لها تبيعني إياها فراح وعاد وقال إنها لا تبيعها فقال امض إلى هذه الجارية واعتبرها فمضى وعاد وقال إنها طلعت عبدا وزوجتي تكتمني أمره وتلبسه لباس النساء وجاء إليه إنسان وقال له رأيت كأني قد وضعت رجلي على رأسي فقال له أفسر لك هذه الرؤيا بيني وبينك أو في الظاهر فقال في الظاهر فقال أنت كنت من ليال تشرب الخمر وسكرت ووطئت أمك فاستحيا ومضى وقيل جاء إليه إنسان وقال له رأيت كأن قائلا يقول لي اشرب شراب الهكارى فقال له فؤادك يوجعك قال نعم قال اشرب العسل تبرأ فسئل من أين لك هذا قال سمعتهم يقولون اشرب الديناري ولم أسمع بالهكارى فرجعت إلى الحروف فرأيته شراب الهك أرى والأرى العسل
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»