288 الرفيع الجيلي عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل قاضي القضاة بدمشق رفيع الدين الجيلي الشافعي الذي فعل بالناس تلك الأفاعيل كان فقيها مناظرا متكلما متفلسفا قدم الشام وولي القضاء ببعلبك أيام صاحبها الصالح إسماعيل ووزيره أميد الدولة السامري فلما ملك الصالح دمشق ولاه القضاء بدمشق فاتفق هو والوزير المذكور في الباطن على المسلمين وكان عنده شهود زور ومن يدعى زورا فيحضر الرجل المتمول إلى مجلسه ويحضر المدعي عليه بألف دينار أو بألفين فينكر فيحضر الشهود فيلزمه ويحكم عليه فيصالح غريمه على النصف أو أكثر أو أقل فاستبيحت أموال الناس قال أبو المظفر بن الجوزي حدثني جماعة أعيان أنه كان فاسد العقيدة دهريا مستهترا بأمور الشرع يجيء إلى الصلاة سكران وأن داره كانت مثل الحانة قال الشيخ شمس الدين بلغني أن الناس استغاثوا إلى الصالح فخاف الوزير وعجل بهلاكه ليمحو التهمة عنه وقيل أن السلطان كان عارفا بالأمور والله أعلم وقبض على أعوان الرفيع وكبيرهم حسين بن الرواس الواسطي وسجنوا وعذبوا بالضرب والعصر والمصادرة ولم يزل ابن الرواس في العذاب إلى أن فقد وفي ثاني عشر الحجة سنة اثنتين وأربعين وستمائة أخرج الرفيع من داره وحبس في المقدمية ثم أخرج ليلا وسجن في مغارة في نواحي البقاع وقيل ألقى من شاهق وقيل بل خنق قال ابن واصل حكى لي ابن صبح بالقاهرة أنه ذهب بالرفيع إلى شقيف أرنون فعرف اني أريد أرميه فقال بالله عليك دعني أصلي ركعتين فأمهلته حتى صلاهما ثم رميته فهلك
(٦٨٤)