قبر مسنم فترحم عليه إبراهيم ثم قال هذا قبر حميد بن جابر أمير هذه المدن كلها كان غارقا في بحار الدنيا ثم أخرجه الله منها بلغني أنه سر ذات يوم بشيء ونام فرأى رجلا بيده كتاب فناوله إياه ففتحه فإذا فيه كتاب مكتوب بالذهب لا تؤثرن فانيا على باق ولا تفرحن بملكك فإن ما أنت فيه جسيم إلا أنه عديم فسارع إلى الآخرة فإن الله تعالى يقول * (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين) * فانتبه فزعا وقال هذا تنبيه من الله تعالى وموعظة فخرج من ملكه فأتى هذا الجبل وعبد الله فيه حتى مات وقال رأيت في النوم كأن قائلا يقول لي أيحسن بالحر المريد أن يتذلل للعبيد وهو يجد عند الله كل ما يريد وقال النسائي إبراهيم أحد الزهاد وهو مأمون ثقة وقال الدارقطني ثقة وقال البخاري مات سنة إحدى وستين ومائة وسيرته في تاريخ
(٦٠)