ولما استولى هولاكو على الأرض وملك بغداد وحصل الخليفة في أسره طلب إخوته وأولادهم وأهليهم فخرج الأمير أبو هاشم صحبة المذكورين فقتلوا أجمعين رحمهم الله تعالى في صفر سنة ست وخمسين وست مائة 160 - ابن المليح الشافعي يوسف بن محمد بن يوسف بن الفضل بن المليح الكرخي كان فقيها فاضلا شافعيا وكان جده يوسف من دمشق وتوفي محمد والد يوسف هذا وهو صبي فرباه الله تعالى تربية صالحة وحفظ القرآن وتعلم الخط وتفقه بالمدرسة النظامية ثم صحب الصوفية وسكن رباط البسطامي مدة ثم تورع عن أكل الأوقاف فانقطع في بيته ينسخ العلم ويأكل ولا يقبل من بر السلاطين شيئا ومشى عمره على سنن مستقيم وكتب خطه كثيرا وكان يحفظ كثيرا من الأحاديث وأخبار السلاطين وكلامهم وسافر إلى إصبهان قال محب الدين بن النجار وسمع بقراءتي هناك كثيرا وكانت له إجازة من أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي خطيب الموصل 161 - البياسي يوسف بن محمد بن إبراهيم بن الحجاج الأنصاري البياسي بالباء ثاني الحروف والياء آخر الحروف مشددة وبعد الألف سين مهملة الأديب كان علامة أديبا إخباريا لغويا بارعا في العربية وضروبها وكان يحفظ الحماسة وديوان أبي تمام وديوان أبي الطيب وسقط الزند والمعلقات السبع وله تاريخ على الحوادث في مجلدين سماه كتاب الإعلام بالحروف الواقعة في صدر الإسلام إلى أيام الرشيد وكتاب صنفه في مجلدين سماه الحماسة صنفه بتونس ونقل فيه أشعارا فائقة وتوفي سنة ثلاث وخمسين وست مائة وقد تجاوز الثمانين ولما قدم جزيرة الأندلس ووصل إلى تونس جمع للأمير أبي زكرياء يحيى بن أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص عمر صاحب أفريقية رحمه الله تعالى كتاب الإعلام المذكور وكانت وفاته بتونس رحمه الله تعالى 162 - المستنصر بالله المغربي يوسف بن محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي السلطان المستنصر بالله أمير المؤمنين صاحب المغرب لم يكن في بني عبد المؤمن أحسن صورة منه ولا أبلغ خطابا ولكنه كان مستغرقا في اللذات ومات وهو
(١٥٥)