مائتي ألف دينار وأحسن إلى الرعية وبطل المكوس وركب بالجاويشية ولما مات الصالح بعث الفارس أقطاي إلى حصن كيفا لإحضتار المعظم تورانشاه ابن الصالح وملكه كما تقدم وحمل فخر الدين إلى القاهرة وحمل على الأصابع وكان يوم دفنه يوما مشهودا وعمل له عزاء عظيم وكان مولده سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة وسمع الحديث بمصر ودمشق وحدث ومن شعره (دوبيت) * صيرت فمي لفيه باللثم لثام * غصبا ورشفت من ثناياه مدام * * فاغتاظ وقال أنت في الفقه إمام * ريقي خمر وعند الخمر حرام * ومنه في مملوك له توفي * لا رغبة في الحياة من بعدك لي * يا من ببعاده تناهى أجلي * * إن مت ولم أمت أسى خجلي * من عتبك لي في عرض يوم العمل * ومنه * في عشقك قد هجرت أمي وأبي * الراحة للغير وحظي تعبي * * يا ظالم في الهوى أما تنصفني * وحدتك في العشق فلم تشرك بي * ومنه (من مجزوء الرمل) * وتعانقنا فقل ما * شيت في ماء وخمر * * وتعاتبنا فقل ما * شيت في غنج وسحر * * ثم لما أدبر الليل * وجاء الصبح يجري * * قال إياك رقيبي * بك يدري قلت يدري * ورثاه الصاحب جمال الدين يحيى بن مطروح فقال (من الكامل) * أأبا محمد يوسف بن محمد * أودى مصابك بالندى والسؤدد * * آليت لا أنساك ما هبت صبي * حتى أوسد في صفيح الملحد * * فتكوا به يوم الثلاثا فتكة * فجع الخميس بها وكل موحد * * وخلى الندي من المكارم والعلى * لخلوه من مثل ذاك السيد * * قل ما بدا لك يا حسود فطالما * فقئت معاليه عيون الحسد * * فعليك مني ما حييت تحية * كالمسك طيبة تروح وتغتدي *
(١٤٧)