الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٩ - الصفحة ١٤١
* في خده وثغره * ورد ودر صنعا * * يسطو ويرنو تارة * كالليث والظبي معا * وقال وقد توفي لبعض مماليكه ولد يلقب بالسيف (من الطويل) * ونبئت أن السيف فل غراره * وقد كنت أرجوه لنائبه الدهر * * فعاندني فيه الزمان وريبه * وجاءت صروف الدهر من حيث لا أدري * وورد الخبر في منتصف صفر بورود التتار إلى حلب ودخولها بالسيف فهرب السلطان مع الأمراء الموافقين له وزال ملكه ودخل التتار بعده بيوم إلى دمشق وقرئ فرمان الملك بأمان دمشق وما حولها ووصل السلطان إلى غزة ثم إلى قطيا وتفرق عنه عسكره فتوجه في خواصه إلى وادي موسى ثم جاء إلى بركة زيزا فكبسه كتبغا فهرب وأتى التتار بالأمان وكان معهم في ذل وهوان وكان قد هرب إلى البلاد فساروا خلفه فأخذوه وقد بلغت الشربة عندهم نحو مائة دينار فأتوا به كتبغا وهو يحاصر عجلون فوعده وكذبه وسقاه خمرا صرفا فسكر وطلبوا منه تسليم قلعة عجلون فأمر نائبها بتسليمها ففعل ودخلها التتار ونهبوها ثم إنهم ساروا بالناصر وأخيه إلى هولاكو فأكرمه وأحسن إليه فلما بلغه قتل كتبغا أمر بقتله فاعتذر فأمسك عنه مع إعراض فلما بلغه كسر عسكره على حمص استشاط غضبا وقتله ومن معه سوى ولده العزيز وقيل إنه قتل بالسيف غقيب واقعة عين جالوت وقيل خص بعذاب دون أصحابه وقيل جعل هدفا للسهام وقيل جمع له نخلتان وربط بينهما ثم إنه قطع حبل الجمع بينهما فافترقتا وذهب كل فرقة بشق منه وقيل إنه كثيرا ما كان ينشد (من الخفيف) * قتل مثلي يا صاح شرب المدام * ليس قتلي بلهذام وحسام * قال شهاب الدين أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي أنشدني السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف يشتاق حلب ومنازلها (من الكامل) * يا برق أنش من الغمام سحابة * وطفاء هامية على بطياس * * وادم على تلك الربوع وأهلها * غيثا يروها مع الأنفاس * * وعلى ليال بالصفاء قطعتها * مع كل غانية وظبي كناس * فأنشدته ارتجالا في جواب إنشاده (من الكامل) * فلتلك أوطاني ومعهد أسرتي * ومقر أحبابي ومجمع ناسي *
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»