الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٨ - الصفحة ٦٠
الخليفة ودعا الخليفة ببرد النبي صلى الله عليه وسلم وقضيبه وأخذ القوس ليكون أول من رمى ولعن الصفار فطابت أنفس الموالي وحكم أن الصفار خشنج وهو من الموالي وقال لأصحاب الصفار يا أهل الصفار يا أهل خراسان وسجستان ما عرفناكم إلا بطاعة السلطان وتلاوة القرآن وحج البيت وإن دينكم لا يتم إلا بطاعة الإمام وما نشاء إن هذا المعلون قد موه عليكم وقال إن السلطان قد كتب إليه بالحضور وهذا السلطان قد خرج لمحاربته فمن أقر منكم بالحق وتمسك بدينه وبشرائع الإسلام فيلتفرد عنه أو كان شاقا للعصا محاربا للسلطان فلم يجيبوه عن كلامه وكان هذا خشنج شجاعا ووقف الخليفة بنفسه وإلى جانب ركابه محمد بن خالد بن يزيد بن مزيد بن زائدة الغساني ووقف معه جماعة من أهل البأس والنجدة وتقدم بين يديه الرماة بالنشاب وكشف أخوه الموفق رأسه وقال أنا الغلام الهاشمي وحمل على أصحاب الصفار وقتل بين الطائفتين خلق كثير فلما رأى الصفار ذلك ولى راجعا وترك أمواله وخزائنه وذخائره ومر على وجهه وقيل إن عسكره كان ميلا في ميل فلم تتبعه العساكر وما أفلت رجل من أصحابه إلا بسهم أصابه وأدركهم الليل فتساقطوا في الأنهار لازدحامهم وثقل الجراج بهم وجاء أبو عبد الله محمد بن طاهر أمير خراسان وهو في قيده ففك قيده وخلع عليه خلعة سلطانية ثم وردت كتب الصفار إلى الخليفة بأنه لم تجئ إلا خدمة للخليفة والتشرف بالمثول بين يديه والنظر إليه وأن يموت تحت ركابه فلم يقبل عليها ومضى الصفار منهزما إلى واسط يتخطف أصحابه أهل القرى يأخذون دوابههم وأسلحتهم ثم عاد الصفار إلى السوس وجبى الأموال وقصد
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»