الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٧ - الصفحة ٦٤
أطلقنا اسم الإلهية عليهم قالوا وإنما اختص هذا دون غيرهم لأنه أيد من اله تعالى بما يتعلق بباطن الاسرار قال النبي عليه السلام أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر يعني أنه فوض السرائر إلى علي قالوا وعن هذا كان قتال المشركين إلى النبي صلى الله عليه وسلم لظهور شركهم وكان قتال المنافقين إلى علي لكتمان أمرهم قالوا وعن هذا قال النبي لعلي تشبيها له بعيسى بن مريم لولا أن يقول الناس فيك ما قالوا في عيسى بن مريم لقلت فيك) مقالا والذين اثبتوا له شركا في الرسالة قالوا قال علي فيكم من يقاتل على تأويل كما قاتلت على تنزيل أي على وحي وقال أنا من أحمد كالضوء من الضوء وهذا بدل على نوع شركة والجواب عن جميع ما ذكروه يظهر بأول وهلة لمن له أدنى فهم ومسكة من عقل 3 (النصير ابن عرير الأديب)) النصير بفتح النون ابن عرير الأديب كتب عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب شيئا من شعره ومنه قوله * مبتكر المعنى له رتبة * وبعده من يفهم المبتكر * * وثالث اما هدى يهتدي * ورابع لا يهتدي كالحمر * 3 (الحمامي)) النصير بفتح النون بن أحمد بن علي المناوي الحمامي أخبرني الحافظ العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال كان المذكور أديبا بمصر كيس الأخلاق يتحرف باكتراء الحمامات وأسن وضعف عن ذلك وكان يستجدي بالشعر وكتبت عنه قديما وحديثا وأنشدني أثير الدين من لفظه قال أنشدني النصير المذكور لنفسه * لا تفه ما حييت إلا بخير * ليكون الجواب خيرا لديكا * * قد سمعت الصدى وذاك جماد * كل شيء تقول رد عليكا * قلت قوله في الصدى إنه جماد فيه نظر لأن الصدى هو الصوت العائد عليك عندما يقرع صوتك ما يقابلك من حائط أو غيره ولكن يمكن أن يتمحل له وجه وهو ضعيف والنصير أخذ هذا من قول ابن سناء الملك * بان عليها الذل من بعدهم * وزاد حتى كاد أن لا يبين * * فإن تقل أين الذين اغتدوا * يقل صداها لك أين الذين * وأخذه ابن سيناء الملك من القاضي ناصح الأرجاني حيث قال
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»