وكان من الشعراء المطبوعين وكان الأصمعي وأبو عبيد وابن الكلبي وغيرهم يقولون كان الوليد بن عقبة فاسقا شريب خمر وكان شاعرا كريما وقال ابن عبد البر أخباره في شربه الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي كثيرة مشهورة عن ابن شوذب قال صلى الوليد بالكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ثم التفت إليهم فقال أزيدكم فقال عبد الله ابن مسعود ما زلنا معك في زيادة مذ اليوم وقال الحطيئة * شهد الحطيئة يوم يلقى ربه * أن الوليد أحق بالغدر * * نادى وقد تمت صلواتهم * أأزيدكم سكرا وما يدري * * فأبوا أبا وهب ولو أذنوا * لقرنت بين الشفع والوتر * * كفوا عنانك إذ جريت ولو * تركوا عنانك لم تزل تجري * وقال أيضا * تكلم في الصلاة وزاد فيها * علانية وجاهر بالنفاق * * ومج الخمر في سنن المصلى * ونادى والجميع إلى افتراق * * أزيدكم على أن تحمدوني * فما لكم ولالي من خلاق * وعزله عثمان رضي الله عنهم أجمعين وولى سعيد بن العاص فقال بعض شعرائهم * فررت من الوليد إلى سعيد * كأهل الحجز إذ جزعوا فباروا * * بلينا من قريش كل عام * أمير محدث أو مستشار * * لنا نار نؤججها فنخشى * وليس لهم فلا يخشون نار * وقال الطبري نعصب على الوليد قوم من الكوفة بغيا وحسدا وشهدوا عليه زورا أنه تقيأ وذكر القصة وفيها أن عثمان قال له يا أخي اصبر بأجرك ويبوء القوم بإثمك قال ابن عبد البر وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار ولا يصح عند أهل الحديث ولا له عند أهل العلم أصل والصحيح عندهم في ذلك ما رواه عبد العزيز بن المختار وسعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حصين بن المنذر أبي ساسان أنه ركب إلى عثمان فأخبره بقصة الوليد وقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعا ثم قال أزيدكم فقال) أحدهما رأيته يشربها وقال الآخر رأيته يتقيأها فقال عثمان إنه لم يتقيأها حتى شربها وقال لعلي أقم عليه الحد فقال علي لابن أخيه عبد الله بن جعفر أقم عليه الحد فأخذ السوط وجلده وعثمان يعد حتى بلغ أربعين فقال علي أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة وقيل كان سوط له طرفان
(٢٧٧)