* أبلياني اليوم صبرا منكما * إن حزنا إن بدا بادىء شر * * لا أرى ذا اليوم إلا هينا * إن بعد الموت دار المستقر * * اصبرا اليوم فإني صابر * كل حي لقضاء وقدر *) ثم التفت إلى أهله فقال بلغني أن القتيل يعقل ساعة بعد سقوط رأسه فإن عقلت فإني قابض على رجلي وباسطها ثلاثا ففعل ذلك حين قتل وقال قبل أن يقتل * إن تقتلوني في الحديد فإنني * قتلت أخاكم مطلقا لم يقيد * فقال عبد الرحمن والله لا أقتله إلا مطلقا فقام غليه وقد أطلق فهز السيف وقال * قد علمت نفسي وأنت تعلمه * لأقتلن اليوم من لا أرحمه * ثم قتله وقيل إن المسور الذي قتله وقد ذكر هذا الخبر بطوله وتمامه صاحب الأغاني واختصرته أنا وهو من أظرف الأخبار وأحسنها وهدبة هذا هو أول من أقيد منه في الإسلام وقال واسع بن خشرم يرثي أخاه هدبة * يا هدب يا خير فتيان العشيرة من * يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا * * الله يعلم إني لو خشيتهم * أو أوجس القلب من خوف لهم جزعا * * لم يقتلوه ولم أسلم أخي لهم * حتى نعيش جميعا أو نموت معا * وقال مصعب الزبيري كنا بالمدينة أهل البيوتات إذا لم يكن عند أحدنا أخبار هدبة وزيادة وأشعارهما ازدريناه وكنا نرفع من قدر أخبارهما وأشعارهما ونعجب بها وبعث هدبة إلى عائشة رضي الله عنها يقول لها استغفري لي فقالت إن قتلت استغفرت لك وكان لهدبة ثلاثة إخوة حوط وواسع وسيحان قال المدائني مرت كاهنة بأم هدبة وهو وإخوته نيام بين يديها فقالت يا هذه إن الذي معي يخبرني عن نبيك هؤلاء بأمر قالت وما هو قالت أما هدبة وحوط فيقتلان صبرا وأما الواسع وسيحان فيموتان كمدا وكان كذلك وقال صاحب الأغاني إن امرأة هدبة تزوجت بعده وجاءها ولدان 3 (الثوباني البصري)) هدبة بن خالد أبو خالد القيسي الثوباني البصري يقال له هداب روى له البخاري ومسلم وأبو داود وبقي بن مخلد وجماعة قال أبو حاتم صدوق وعن ابن معين ثقة توفي سنة ست وثلاثين ومائتين
(١٩٨)