أنشأ مدرسة بدمشق وأخرى بحلب وحدث أوصى أن يدفن في مدرسته في البيت القبو فما مكنهم المدرس الشيخ تقي الدين بن الصلاح وشرط على الفقهاء والمدرس شروطا صعبة وأن لا يدخل مدرسته يهودي ولا نصراني ولا حنبلي حشوي توفي سنة اثنتين وعشرين وستمائة الحافظ البغدادي هبة الله بن محمد بن أحمد بن المجلي الحافظ أبو نصر البغدادي له تصانيف وخطب وتوفي رحمه الله تعالى سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة 3 (معين الدين بن حشيش)) هبة الله بن مسعود بن أبي الفضائل القاضي معين الدين بن حشيش تقدم ذكر والده في حرف الميم كان معين الدين فاضلا ذكيا حفظة رواية للأخبار والأشعار عالما بالأنساب يجيد معرفته وينقل أيام الناس وتراجم الناس كان آية في ذلك وكان ينظم نظما مقاربا وكان قلمه جارئا ولكن ليس له نثر جيد اللهم إلا إن ترسل وكتب بلا سجع فإنه يأتي بالمثل المطبوع والبيت السائر ويأتي بالشاهد على ما يحاوله وذلك في غاية البلاغة والفصاحة وكان في مبدأ أمره كاتبا في الدباغة حتى كتب للأعسر أو لغيره ممن كان له الحكم في ذلك الوقت * يا أميرا حاز الحيا والبلاغة * قتلتني روائح الدباغة * ثم إنه انتقل إلى طرابلس وخدم في الجيش وكان يساعد ابن الذهبي كاتب الإنشاء بطرابلس فاشتهر وعرف بالأدب فأحبه الأمير سيف الدين أسندمر نائب طرابلس ولم يزل إلى أن توجه نائب طرابلس الأمير سيف الدين أسندمر صحبة الملك الناصر محمد لما جاء من الكرك سنة تسع وسبعمائة فجهز طلبه من طرابلس وسعى له إلى أن استخدم في جيش مصر فأقام إلى الروك وحضر ليفرق الأخبار بالشام فأقام إلى أن فرغ من ذلك ثم توجه إلى مصر ولما أمسك القاضي قطب الدين ابن شيخ السلامية ناظر جيش الشام سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة حضر معين الدين من مصر ناظر الجيش مكانه فانفرد بذلك قليلا ثم أشرك بينه وبين القاضي قطب الدين ابن شيخ السلامية ناظر جيش الشام سنة اثنين وعشرين وسبعمائة) حضر معين الدين من مصر ناظر الجيش مكانه فانفرد بذلك قليلا ثم اشرك بينه وبين القاضي قطب الدين ابن شيخ السلامية في النظر وكان قطب الدين هو أكبر الناظرين ولم يزل بدمشق إلى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة فلما أراد القاضي فخر الدين يتوجه للحجاز طلب القاضي معين الدين لينوب عنه في الجيش بالقاهرة فأقام بالديار المصرية إلى أن توفي رحمه الله سنة تسع وثلاثين وسبعمائة ومن شعره ما أنشدنيه البرزالي إجازة
(١٩٢)