الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٧ - الصفحة ١٢١
عبد الملك ابن الزيات وحاجبه ايتاخ ومحمد بن حماد بن دنقش ثم محمد بن عاصم وقيل يعقوب قوصرة ونقش خاتمه صورة أسدين بينهما صورة رجل وقيل صورة وعل وعلى خاتم الملك الله ثقة الواثق بالله وكان يقال له المأمون الصغير لشبه أحواله كلها بأحوال المأمون وكان أعلم بني العباس بالغناء وله أصوات مشهورة من تلحينه ومن نادر كلامه لشخص كان عاملا له على عمل نقل عنه أنه قال لمن تشفع إليه في قضية لو شفع لك النبي صلى الله عليه وسلم ما شفعتك لولا أن في خطاء لفظك إشارة إلى صواب معناك في استعظامك ووضعك رسول الله صلى الله عليه وسلم في غاية التمثيل لمثلت بك ثم أمر أن يضرب ثمانين سوطا ورئي الواثق في تلك الحالة وهو يرعد غضبا ثم قال والله لا وليت لي عملا أبدا وله شعر حسن منه قوله * قالت إذا الليل دجا فأتنا * فجئتها حين دجا الليل * * خفي الرجل من حارس * ولو درى حل به الويل * ومنه * تنح عن القبيح ولا ترده * ومن أوليته حسنا فزدهه * * ستكفى من عدوك كل كيد * إذا كاد العدو ولم تكده * وكان يحب خادما أهدي له من مصر فأغضبه الواثق يوما فسمعه يقول لبعض الخدم والله إن الواثق ليروم منذ أمس أن أكلمه فلم أفعل فقال * يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا * هل أنت إلا مليك جار فاقتدرا) * (لولا الهوى لتجارينا على قدر * وإن أفق مرة منه فسوف ترى * وقال ابن أكتم ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب ما أحسن إليهم الواثق ما مات وفيهم فقير وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة بالقول بخلق القرآن ويقال إن الواثق رجع قبل موته عن القول بخلق القرآن وقال عبيد الله بن يحيى إبرؤاهيم بن أسباط السكن قال حمل ممن حمل رجل مكبل بالحديد من بلاده فادخل فقال ابن أبي دؤاد تقول أو أقول قال هذا من أول جوركم أخرجتم الناس من بلادهم ودعوتموهم إلى لا شيء لا بل أقول قال قل والواثق جالس فقال أخبرني عن هذا الرأي الذي دعوتم إليه الناس أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدع الناس إليه أم شيء لمم يعلمه قال فبهتوا واستضحك الواثق وقام قابضا على فمه ودخل بيتا ومد رجليه وهو يقول وسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكت عنه ولم يسعنا فأمر أن يعطى ثلاثمائة دينار وأن يرد إلى بلده وقال زرقان بن أبي
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»