الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٩٦
وقال أبو بكر الصولي حدثني شادي المغني قال كنت يوما عند القاسم بن عبيد الله وهو يشرب فدخل ابن فراس عليه شيئا من شرح عهد أردشير فاستحسنه القاسم قال له ابن فراس هذا والله وأومأ إلي أحسن من بقرة هؤلاء وآل عمرانهم وجعلا يتضاحكان وقال الصولي حدثنا أبو الحسن ابن عبدون قال حدثني الوزير عباس بن الحسن قال كنت عند القاسم بن عبيد الله فقرأ قارئ كنتم خير أمة أخرجت للناس فقال ابن فراس نقصان ياء فوثبت فزعا لذلك فزدني القاسم وغمزه فسكت ومن شعر لوزير القاسم بن عبيد الله * تزود من الدنيا فإنك لا تبقى * وخذ صفوها مما صفا ودع الرنقا * * ولا تأمنن الدهر إني أمنته * فلم يبق لي حالا ولم يرع لي حقا * * قتلت صناديد الرجال فلم أدع * عدوا ولم أمهل على ظنة خلقا * * وأفنيت دار الملك كمن كل نازل * فشردتهم غربا وشردتهم شرقا * * فلما بلغت النجم عزا ورفعة * وصارت رقاب الخلق أجمع لي رقا * * رماني الردى سهما فأخمد جمرتي * فها أنا ا في حفرتي عاجلا ملقى * * وفرق عني ما جمعت فلم أجد * لدى قابض الأرواح في قبضه رفقا * * فأذهبت دنياي وديني سفاهة * فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى * وفي ترجمة أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج النحوي حكاية تدل على كرم هذا الوزير وكان يدخله من أملاكه في السنة سبعمائة ألف دينار ولما مات قال عبد الله بن الحسن بن سعد * شربنا عشية مات الوزير * سرورا ونشرب في ثالثه * * فلا رحم الله تلك العظام * ولا بارك الله في وارثه * 3 (الجوعي الصوفي الدمشقي)) القاسم بن عثمان الجوعي أبو عبد الملك العبدي الدمشقي الزاهد شيخ الصوفية قال أبو حاتم صدوق توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»