الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٤٤
وأومأ بيده إلى هامة العريان فضحك خالد وقال للعريان هل تراه احتاج أن يروي فيها فقال لا والله ولكنه ملعون ابن ملعون ثم أخذ الجارية وانصرف وقال هشام يوما لأبي النجم يا أبا النجم حدثني قال عني أو عن غيري قال لا بل عنك قال إني لما كبرت عرض لي البول فوضعت عندي شيئا أبول فيه فقمت من الليل أبول فيه فخرج مني صوت فتشددت ثم عدت فخرج مني صوت آخر فأويت إلى فراشي فقلت يا أم الخيار هل شمعت شيئا فقالت لا ولا واحدة منهما فضحك هشام وأم الخيار هذه هي التي قال فيها * قد أصبحت أم الخيار تدعي * علي ذنبا كله لم أصنع * وهي أرجوزة طويلة قلت ولأرباب المعاني والبيان عليه كلام طويل لأنه متى روى علي ذنبا كله لم أصنع) برفع اللام من كله كان له معنى وهو أنها ادعت عليه ذنبا لم يصنع شيئا منه ومتى روي كله لم أصنع بفتح اللام تغير معناه وهو أنها ادعت عليه ذنبا صنع بعضه دون كله لأن العموم في الرفع وعدمه في النصب لم يكن لخصوصية إعمال الفعل في الحل وترك إعماله فيه وإنما هو لتسلط الكلية على النفي عند الإعمال وتسلطه عليها عنده حيث كان حرف النفي بحيث يصح انفصاله عن الفعل لكان المعنى واحدا أأعمل الفعل أم لم يعمل كقوله ما كل رأي الفتى يدعو إلى الرشد وحديث ذي اليدين في قوله يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذلك لم يكن فقال ذو اليدين بعض ذلك قد كان والمعنى عليه السلام نفى كون كل واحد منهما ولو قال لم يكن كل ذلك لكان اعترافا بأنه قد كان بعضه وعلى هذا فلا يجوز أن يقال كلهم لم يأتني لكن بعضهم لتناقضه ويجوز لم يأتني كلهم لكن بعضهم إذ لا تناقض ولا يحتمل هذا المكان أكثر من هذا الكلام لأنه ليس بموضعه رجع وقال هشام لأبي النجم كم لك من الولد والمال قال أما المال فلا مال وأما الولد فلي ثلاث بنات وبني يقال له شيبان قال هل أخرجت من بناتك أحدا قال نعم زوجت ابنتين وبقيت واحدة تجمز في أبياتنا كأنها نعامة قال وما وصيت به الأولى قال وصيتها واسمها برة
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»