الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٣٩
فتواصى الناس بأن لا يعيروه سرجا فلما طال ذلك عليه اشترى سرجا بخمسة دراهم وقال * ولما رأيت المال ما كف أهله * وصان ذوي الأقدار أن يتبذلوا * * رجعت إلى مالي فعاتبت بعضه * فأعتبني إني كذلك أفعل * ثم قال للذي اشترى له الحمار إني لا أطيق علفه فإما أن تبعث لي بقوته وإلا رددته وكان يبعث بعلفه كل ليلة من التبن والشعير ولا يدع هو أن يطلب من كل من يأنس به علفا لحماره فيبعث إليه وكان يعلفه التبن ويبيع الشعير فهزل الحمار وكاد يعطب فرفع الحزين إلى ابن حزم قصة وكتب في رأسها قصة حمار اللهبي وشكا فيها أنه يركبه ويأخذ علفه وقضيمه من الناس ويبيع الشعير ويعلفه التبن ويسأل أن ينصف منه فضحك منه وأمر بتحويل حمار اللهبي إلى إصطبله ليعلفه وإذا أراد ركوبه دفع إليه 3 (العدوي الاستراباذي)) الفضل بن العباس بن موسى أبو نعيم العدوي الاستراباذي كان فاضلا مقبول القول عند العام والخاص عبر أحمد بن عبد الله الطاغي على أسترباذ فعزم على نهبها فاشتراها منه بستمائة ألف درهم ووزعها على الناس ويقال إن محمد بن زيد العلوي قتله سرا وروى عن الفضل بن دكين وكان ثقة توفي سنة سبعين ومائتين 3 (أبو أحمد كاتب المستكفي)) الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي أبو أحمد الكاتب قدم بغداد وكان يكتب بين يدي الوزير أبي علي ابن مقلة وله به اختصاص) وتنقلت به الأحوال واستكتبه المستكفي بالله مدة قبل خلافته وبعدها ثم كتب للمطيع مدة وعزله فلحق بعضد الدولة بشيراز فأقام عنده إلى أن توفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وكان يكتب خطا مليحا شبيها طريق ابن مقلة ومن شعره * أروع حين يأتيني رسول * وأكمد حين لا يأتي الرسول * * أؤملكم وقد أيقنت أني * إلى تكذيب آمالي أؤول * ومنه * أهلا وسهلا بالحبيب الذي * يصفيني الود وأصفيه * * محاسن الناس التي فرقت * فيهم غدت مجموعة فيه * * قد فضح البدر بإشراقه * والغصن غضا من تثنيه * * وجل في سائر أوصافه * عن كل تمثيل وتشبيه * * أفديه أحميه وقلت له * من عبده أفديه أحميه *
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»