الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٤٨
ذرية باذان الملك باليمن الذي أسلم بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم هو الحافظ كان يقال لم تبق مدينة لم يدخلها أبو الفضل لطلب الحديث قال الحاكم كان أديبا فقيها عابدا عارفا بالرجال كان يرسل شعره فلقب بالشعراني توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين 3 (وزير المعتصم)) الفضل بن مروان بن ماسرجس وزير المعصم) هو أبو العباس أخذ البيعة للمعتصم وكان يومئذ ببلاد الروم مع أخيه المأمون لما توفي فاعتد له المعتصم بها يدا عنده وفوض إليه الوزارة يوم دخوله بغداد مستهل رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين وخلع عليه ورد أموره كلها إليه فغلب عليه بطول خدمته وتربيته إياه وكان نصراني الأصل ليس له خبرة بعلم وإنما يخبر خدمة الخلفاء وله ديوان رسائل وكتاب المشاهدات والأخبار التي شاهدها ومن كلامه مثل الكاتب كالدولاب متى تعطل انكسر وكان قد جلس يوما لقضاء أشغال الناس ورفعت إليه قصص العامة فرأى في جملتها وقة فيها مكتوب * تفرعنت يا فضل بن مروان فاعتبر * فقبلك كان الفضل والفضل والفضل * * ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم * أبادتهم الأقياد والحبس والقتل * * وإنك قد أصبحت في الناس ظالما * ستودي كما أودى الثلاثة من قبل * أراد بذلك الفضل بن يحيى والفضل بن الربيع والفضل بن سهل ثم إن المعتصم تغير عليه وقبض عليه في شهر رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين وقال عصى الله في طاعتي فسلطني عليه ثم خدم بعد ذلك جماعة من الخلفاء وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة خمسين ومائتين وعمرهخ ثمانون سنة وقيل ثلاث وتسعون وأخذ المعتصم منه لما نكبه ألف ألف دينار عينا وأثاثا وآنية بألف ألف دينار وحبسه خمسة أشهر ثم أطلقه واستوزر بعده أحمد بن عمار وقيل ابن الزيات وسبب تغيره عليه أن المعتصم كان يكثر الإطلاق على اللهو وكان الفضل لا يمضي ذلك في بعض الأحايين ومن كلامه لا تتعرض لعدوك وهو مقبل فإن إقباله يعينه عليك ولا تتعرض له وهو مدبر فإن إدباره يكفيك أمره وقوله أيضا مثل عامل السلطان كمثل الخياط يقطع يوما ديباجا بألف دينار ويوما قوهيا بعشرين درهما
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»