الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٢١٥
الخمسين للهجرة وروى له أبو داود والترمذي والنسائي وقال إذا مت فلا تنوحوا علي فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه وقال عبدة بن الطبيب يرثيه * عليك سلام الله قيس بن عاصم * ورحمته ما شاء أن يترحما * * تحية من غادرته عرض الردى * إذا زار من بعد بلادك سلما * * فما كان قيس هلك واحد * ولكنه بنيان قوم تهدا * * لعمرك ما وارى التراب فعاله * ولكنهم واروا ثيابا وأعظما * وسأله بعض الأنصار عما يتحدث به عنه في المؤودات فأخبره أنه ما ولدت له قط بنت إلا وأدها عنه ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كنت أخاف سوء الأحدوثة والفضيحة في البنات فما ولدت لي بنية قط إلا وأدتها إلا بينة كانت لي ولدتها أمها وأنا في سفر فدفعتها إلى أخوالها فكانت فيهم فقدمت فسالت عن الحمل فأخبرتني المرأة أنها ولدت ولدا ميتا ومضت على ذلك سنون حتى كبرت الصبية ويفعت فزارت أمها ذات يوم فدخلت فرأيتها وقد ضفرت شعرها وجعلت في قرونها شيئا من الخلوق ونظمت عليها ودعا وألبستها قلادة جزع وجعلت في عنقها مخنقة بلح فقلت من هذه الصبية فقد أعجبني جمالها وكيسها فبكت ثم قالت هذه ابنتك كنت خبرتك أني ولدت ولدا ميتا وجعلتها عند أخوالها حتى بلغت هذا المبلغ فأمسكت عنها حتى اشتغلت أمها ثم أخرجتها فحفرت لها حفيرة وجعلتها فيها وهي تقول يا أبه ما تصنع بي وجعلت أقذف عليها التراب وهي تقول يا أبه أمغطي أنت بالتراب أتاركي وحدي ومنصرف عني وجعلت أقذف عليها التراب حتى واريتها وانقطع صوتها فما رحمت أحدا ممن واريته غيرها فدمعت عين النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إن هذه لقسوة وإن من لا يرحم لا يرحم وقال أحمد بن الهيثم قال عمي حدثني عبد الله بن عبد الله بن الأهتم أن سبب وأد قيس بن) عاصم البنات أن المشمرج اليشكري أغار على بني سعد في بني يشكر فسبا منهم نساء واستاق أموالا وكان في النساء امرأة خالها قيس بن عاصم وهي رميم بنت أحمد بن جندل السعدي وأمها أخت قيس فرحل قيس إليهم يسألهم أن يهبوها له فوجد عمرو بن المشمرج قد اصطفاها لنفسه فسأله فيها فقال قد جعلت أمرها إليها فإن اختارتك فخذها قال فخيرت فاختارت عمرو فانصرف قيس فوأد كل بنت له وجعل ذلك سنة في كل بنت تولد له واقتدت به العرب في ذلك فكان كل سيد تولد له بنت يئدها خوفا من الفضيحة
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»