الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٠٣
المسلمين منهم الثأر واعلم أمن الله نصيرك على ظلمهم وما لظالمين من أنصار وأما غيرهم من مجاوريهم من المسلمين فأحسن باستنقاذك منهم العلاج وطبهم باستصلاحك فبالطب الملكي والمنصوري ينصلح المزاج والله الموفق بمنه وكرمه ((قلج أرسلان)) 3 (صاحب الروم)) قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق بن دقاق التركماني ملك الروم كان فيه عدل وحسن سياسة وسداد رأي طالت أيامه وهو والد الجهة السلجوقية زوجة الناصر لدين الله توفي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وتسلطن بعده ولده غياث الدين كيخسرو وكان قلج أرسلان قد قوي عليه أولاده حتى لم يبق له معهم إلا مجرد الاسم لكونه شاخ وتوفي بقونية في نصف شعبان كذا ورخه ابن الأثير وكان له من البلاد قونية واقصرا وسيواس وملطية ومدة ملكه تسع وعشرون سنة وقيل بضع وثلاثون سنة و قيل إنه قتل وكان ذا سياسة وعدل وهيبة عظيمة وغزوات كثيرة في الروم ولما كبر فرق بلاده على أولاده فحجر ابنه قطب الدين فهرب إلى ابنه الآخر فتبرم به ثم أكرمه كيخسرو وسار في خدمته وندم على تفريق بلاده على أولاده وكان نور الدين الشهيد قد قصده في وقت فأرسل إليه يستعطفه فأجابه إلى الصلح وقال له إني أريد منك أمورا وقواعد مهما تركت فلا أترك منها ثلاثة أحدها أن تجدد إسلامك على يد رسولي حتى يحل لي إقرارك على بلاد الإسلام فإني لا أعتقد أنك مؤمن وكان قلج) أرسلان يتهم باعتقاد الفلاسفة والثاني إذا طلبت عسرك للغزاة تسيره فإنك قد ملكت طرفا كبيرا من بلاد الإسلام وتركت الروم وجهادهم وهادنتهم فإما أن تكون تنجدني بعسكرك لأقاتل الفرنج وإما أن تجاهد من يجاورك من الروم ونتبذل الجهد في جهادهم والثالث أن تزوج ابنتك لسيف الدين غازي ولد أخي وذكر أمورا غيرها فلما سمع قلج أرسلان الرسالة قال ما قصد نور الدين إلا الشناعة علي بالزندقة وقد أجبته إلى ما طلب وأنا أجدد إسلامي على يد رسوله 3 (الناصر صاحب حماة)) قلج أرسن بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»