الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٠٠
التركي الصالحي النجمي اشتري بألف دينار ولهذا كان يقال له الألفي وفي ترجمة شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله بيتان في هذا المعنى له كان من أحسن الناس صورة في صباه وأبهاهم وأهيبهم في رجوليته كان تام الشكل مستدير الحية قد وخطه الشيب على وجهه هيبة الملك وعليه سكينة ووقار وكان في إمرته إذا قدم دمشق ينزل في دار الزهر وعمل نيابة السلطنة للملك العادل سلامش ابن الملك الظاهر عندما خلع السعيد وحلفوا لسلامش وهو ابن سبع سنين وحلفوا له معه وذكرا معا في الخطبة وضربت السكة بوجهين وجه لسلامش وجه لقلاوون وبقي الأمر على هذا شهرين وأياما على ما قيل والصحيح أنه لم يضرب على السكة حتى تسلطن ولقد رأيت كثيرا من ضرب سلامش له خاصة وفي رجب سنة ثمان وبعين خلعوا العادل) سلامش وبايعوا الملك المنصور واستقل بالملك وامسك جماعة أمراء ظاهرية واستعمل مماليكه على نيابة البلاد وكسر التتار سنة ثمانين ونازل حصن المرقب وفتحه سنة أربع وثمانين وفتح طرابلس وأنشأ بالقاهرة بين القصرين المدرسة العظيمة والبيمارستان العظيم الذي لم يكن مثله وتوفي في سادس لقعدة يوم السبت سنة تسع وثمانين ظاهر القاهرة وحمل إلى القلعة ليلة الأحد وملك بعده ولده الملك الأشرف ويوم الخميس مستهل العام الآتي فرق بتربته صدقات كثيرة من ذهب وفضة شملت الناس فلما كان العشاء أنزل من القلعة في تابوته إلى تربته وفرق من الغد الذهب على الفقراء وقرأوا تلك الليلة وكان ملكا عظيما لا يحب سفك الدماء إلا أنه كان يحب جمع المال وأبقى الله لملك في بيته من بينيه ومماليكه وبني ابنه وكتب تقليده بالسلطنة القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر وهو الحمد لله الذي جعل آية السيف ناسخة لكثير من الآيات وفاسخة لعقود أولي الشك والشبهات الذي رفع بعض الخلق على بعض درجات وأهل لأمور البلاد والبعاد من جاءت خوارق تملكه بالذي إن لم يكن من المعجزات فمن الكرامات ثم الحمد لله على أن اشهدها مصارع أعدائها وأحمد لها عواقب إعادة نصرتها وإبدائها ورد تشتيتها بعد أنم ظن كل واحد أن شعارها الأسود ما بقي منه غلا ما صانته العيون في جفونها والقلوب في سويدائها واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يتلذذ بذكرها اللسان وتتعطر بنفحها الأفواه والردان وتتلقاها ملائكة القبول فترفعها إلى أعلى مكان واشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أكرمنا اله به وشرف لنا
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»