الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ٨٧
إماما نسابة مؤرخا أخباريا أديبا نبيلا محتشما وبيته مأوى الطلبة أقبل آخر عمره على الحديث وسمع العالي والنازل حتى إنه سمع من أبي القاسم بن صصرى وزين الأمناء بدمشق وصنف التاريخ المشهور المسمى ب الكامل على الحوادث والسنين واختصر الأنساب للسمعاني وهذبه وأفاد فيه أشياء وهو في مقدار النصف أو أقل وصنف كتابا حافلا في معرفة الصحابة وجمع فيه بين كتاب ابن منده وكتاب أبي نعيم وكتاب ابن عبد البر وكتاب أبي موسى في ذلك وزاد وأفاد وشرع في تاريخ الموصل وحدث بدمشق وحلب وروى عن الدبيثي والقوصي شهاب الدين والمجد بن أبي جرادة ووالده أبو القاسم في تاريخه توفي في الخامس والعشرين من شعبان سنة) ثلاثين وست مائة على قول القاضي سعد الدين الحارثي 3 (ابن النضر)) علي بن محمد بن محمد بن النضر أحد قضاة الصعيد كان عالما أديبا نحويا روى عنه من شعره ابن بري النحوي وعلي بن هبة الله بن عبد الصمد الكاملي ومحمد بن إبراهيم المقرئ الكيزاني ومحمد بن حسن بن يحيى الداني الحافظ وذكره ابن عرام في سيرة بني الكنز وأثنى عليه العماد الكاتب قال أبو الحسن المذكور أملقت سنة وكنت أحفظ كتاب سيبويه وغيره عن ظهر قلب حتى قلت إن حرفة الأدب قد أدركتني فعزمت على أن أقول شعرا في والي عيذاب فأقمت إلى السحر فلم يساعدني القول وأجرى الله القلم فكتبت * قالوا تعطف قلوب الناس قلت لهم * أدنى من الناس عطفا خالق الناس * * ولو علمت بسعيي أو بمسألتي * جدوى أتيتهم سعيا على الرأس * * لكن مثلي في ساحات مثلهم * كمزجر الكلب يرعى غفلة الناسي * * وكيف أبسط كفي بالسؤال وقد * قبضتها عن بني الدنيا على الياس * * تسليم أمري إلى الرحمن أمثل بي * من استلامي كف البر والقاسي * قال فقنعت نفسي وما أقمت إلا ثلاثة أيام وورد كتاب والي عيذب يوليني فيه خطة الصعيد وزادني إخميم ولقبني قاضي القضاة
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»