الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ٣١٩
وسمع من محمد بن أحمد بن رزقويه ومحمد بن محمد بن مخلد والحسن بن أحمد ابن شاذان وعبد الملك بن محمد بن بشران وغيرهم وكان رجلا صالحا فقيها ابتلي بمرض وبقي سنتين مقعدا ومولده سنة ست وأربع مائة 3 (بن النضير المذحجي)) عمر بن عبد الملك أبو النضير المذحجي الشاعر مولى بني جمح وقيل اسمه الفضل انقطع إلى البرامكة وله فيهم مدائح كثيرة فأغنوه إلى أن مات ولما هلك البرامكة عاد إلى البصرة فصار يقين على جوار له ولد للفضل بن يحيى مولود فدخل إليه أبو النضير ولم يعرف الخبر فلما رأى الناس يهنئونه قال مرتجلا * ويفرح بالمولود من آل برمك * بغاة الندى والسيف والرمح ذي النصل * وتنبسط الآمال فيه لفضله ثم أرتج عليه فلم يدر ما يقول فقال له الفضل بن يحيى البرمكي يلقنه ولا سيما إن كان من ولد الفضل فاستحسن الناس بديهة الفضل وأمر للشاعر بصلة وقال الفضل يوما له يا أبا النضير أنت القائل فينا * إذا كنت من بغداذ في رأس فرسخ * وجدت نسيم الجود من آل برمك * قال نعم قال لقد ضيقت علينا جدا قال فلأجل ذلك أيها الأمير ضاقت علي صلتك وضاقت عني مكافأتك وأنا الذي أقول * تشاغل الناس ببنيانهم * والفضل في بني العلى جاهد * * كل ذوي الرأي وأهل النهى * للفضل في تدبيره حامد * وعلى ذلك فما قلت البيت الأول كما بلغ الأمير وإنما قلت) * إذا كنت من بغداذ في مقطع الثرى * وجدت نسيم الجود من آل برمك * فقال له الفضل إنما أخرت ذلك لأمازحك وأمر له بثلاثة آلاف درهم وكان أبو الفضل يزعم أن الغناء على تقطيع العروض ويقول هكذا كان الذين مضوا يقولون وكان مستهزئا بالغناء حتى تعاطى أن يغني وكان إبراهيم الموصلي يخالفه في ذلك
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 » »»