الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ٣٠٦
* فقلت لها بل قادني الشوق والهوى * إليك وما نفس من الناس تشعر * * فقالت وقد لانت وأفرخ روعها * كلاك بحفظ ربك المتكبر * * فأنت أبا الخطاب غير منازع * علي أمير ما مكنت مؤمر * * فيا لك من ليل تقاصر دونه * وما كان ليلي قبل ذلك يقصر * * ويا لك من ملهى هناك ومجلس * لنا لم يكدره علينا مكدر * * يمج ذكي المسك منها مفلج * نقي الثنايا ذو غروب مؤشر * * يرف إذا تفتر عنه كأنه * حصى برد أو أقحوان منور * * وترنو بعينيها إلي كما رنا * إلى ظبية وسط الخميلة جؤذر * * فلما تقضى الليل إلا أقله * وكادت هوادي نجمه تتغور * * أشارت بأن الحي قد حان منهم * هبوب ولكن موعد لك عزور * * فما راعني إلا مناد تحملوا * وقد لاح معروف من الصبح أشقر) * (فلما رأت من قد تنور منهم * وأيقاظهم قالت أشر كيف تأمر * * فقلت أناديهم فإما أفوتهم * وإما ينال السيف ثأرا فيثأر * * فقالت أتحقيق لما قال كاشح * علينا وتصديق لما كان يؤثر * * فإن كان لا بد منه فغيره * من الأمر أدنى للخفاء وأستر * * أقص على أختي بدء حديثنا * وما لي من أن يعلما متأخر * * لعلهما أن يبغيا لك مخرجا * وأن يرحبا سربا بما كنت أحصر * * فقامت كئيبا ليس في وجهها دم * من الحزن تذري عبرة تتحدر * * فقالت لأختيها أعينا على فتى * أتى زائرا والأمر للأمر يقدر * * فأقبلتا فارتاعتا ثم قالتا * أقلي عليك اللوم فالخطب أيسر * * يقوم فيمشي بيننا متنكرا * فلا سرنا يفشو ولا هو يظهر * * وكان مجني دون من كنت أتقي * ثلاث شخوص كاعبان ومعصر * * فلما أجزنا ساحة الحي قلن لي * ألا تتقي الأعداء والليل مقمر * * وقلن أهذا دأبك الدهر سادرا * أما تستحي أو ترعوي أو تفكر * * إذا جئت فامنح طرف عينك غيرنا * لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر *
(٣٠٦)
مفاتيح البحث: الحزن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»