الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ٢٢١
لا أعرف) منها إلا قوله لوضح كان به * رآك الله تذهب للمعاصي * ففضض من أديمك كل مذهب * وأورد له ابن رشيق في الأنموذج جملة من شعره ومن ذلك * بنى منظرا يسمى العروسين رفعة * كأن الثريا عرست في قبابه * * إذا الليل أخفاه بحلكة لونه * بدا ضوءه كالبدر تحت سحابه * * تمكن من سعد السعود محله * فأضحى ومفتاح الغنى قرع بابه * * ولو شاده عزم المعز ورأيه * على قدره في ملكه ونصابه * * لكان حصى الياقوت والتبر مفرغا * على المسك من آجره وترابه * * وكانت أعاليه سموا ورفعة * تباشر ماء المزن قبل انسكابه * يقول في مديحها * صددت العدا عن هيجه وهو وادع * وقلت لهم إن القنا ليث غابه * * هو البحر يجتاح السفين إذا طما * فلا تركبن البحر وقت عبابه * * وحسبكم أن تطلبوا السلم عنده * وأن تفخروا بالمشي تحت ركابه * * ألم تعلموا أن الليالي تعلمت * تنقلها من عفوه وعقابه * وكان المنصور مفتونا بشعره فعرض عليه يوما فرس أشهب خالص فقال له ألك شيء في هذا قال نعم أبيات كنت صنعتها لك وأنشد * رغبت به الأم النجيبة عن * رقط الغراب لهجنة البلق * * فأتى كفجر الصيف باعده * غلظ الهواء وكدرة الأفق * * حتى اعتلت أنواره وحنت * كف الغزالة وردة الشفق * وتوفي سنة عشر وأربع مائة وقد ناهز السبعين 3 (الزرندي الحنفي)) علي بن يوسف بن الحسن الإمام المحدث الأديب نور الدين أبو الحسن الزرندي ثم المدني الحنفي مولده بطيبة قبل السبع مائة تفقه وشارك في الفضائل وله فهم وذكاء ورزانة رحل إلى العراق مع أخيه وسمع ببغداذ ودخل
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»