الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ١٩٦
* كم طرت شوقا إليها في الرياح ضني * فظن بلقيس وافاها سليمان * وقال * نعم دار نعم أشرفت من فجاجها * فمل نحوها بالناجيات وناجها * * وإن حث ساقي الشوق كأس تلهف * فما الدمع مخلوقا لغير مزاجها * * خليلي قد لججت في الحب رغبة * فهل للواحي رغبة عن لجاجها) * (وكم للمطايا يوم رملة عالج * من البين مرضى حيدت عن علاجها * * وكم من شج سلت عليه يد النوى * ظباها فأمسى مثخنا من شجاجها * * فما ضر هاتيك الركائب لو رثت * فعاجت على المضنى بدمية عاجها * * وبي قضب وشي هيمت باهتزازها * على كثب أزر تيمت بارتجاجها * * تحييك منها للثغور لآلئ * حياة المعنى رشفة من مجاجها * وقال * أقول والفجر قد لاحت بشائره * والجو قد كاد ينضو حلة السدف * * والليل خلف عصا الجوزاء من خور * قد آل في عمره للشيب والخرف * * راهنت يا نجم طرفي في السهاد وقد * بدا بأجفانك التغرير فاعترف * وقال * ما بين وجهك والهلال سوى * أن الأهلة لا تميت هوى * * لله منظر من كلفت به * ماذا من الحسن البديع حوى * * والنجم منه إذا هوى وذوى * ما ضل مثلي عاشق وغوى * * ظبي رأى بلهيب وجنته * للقلب طبا آخرا ولوى * * ما الغصن هزته الجنوب إذا * ما السكر هز قوامه ولوى * * لام العذول وقد رآه وكم * عاو على البدر المنير عوى * * يا من غدا بنواه يوعدني * ليكن عقابك لي بغير نوى * * انظر إلى جسمي يذوب ضني * وانظر تجد قلبي يفت جوى *
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»