الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٢٧٧
المخزومي البلنسي شاعر بلنسية كان متبحرا في اللغة والأدب حافظا لأشعار العرب وأيامها اعترف له بالسبق بلغاء وقته وله مقصورة كالدريدية قال ابن الآبار سمعتها منه وتوفي سنة اثنتين وعشرين وست مائة ومدح ملوك الأندلس وأخذ صلاتهم وتصرف في أعمال الديوان ومن شعره في غلام أعور من الخفيف * لم يشنك الذي بعينيك عندي * أنت أعلى من أن تعاب وأسى * * لطف الله رد سهمين سهما * رأفة بالعباد فازددت حسنا * ومنه من الرجز * وكاتب ألفاظه وكتبه * بغيضة إن خط أو تكلما * * ترى أناسا يتمنون العمى * وآخرين يحمدون الصمما * ومنه وقد زاره حبيبه فجاء مطر وسيل منعه من العود من مخلع البسيط * يا ليلة جادت الأماني * فيها على رغم أنف دهري * * للقطر فيها علي نعمى * يقصر عنها طويل شكري * * إذا بات في منزلي حبيبي * وقام في أهله بعذري * * فبت لا حالة كحالي * ضجيع بدر صريع سكر * * يا ليلة السيل في الليالي * لأنت خير من ألف شهر * ومن شعره ما أورده ابن مسدي في معجمه من الكامل) * يا صاحبي وما البخيل بصاحبي * هذي الخيام فأين تلك الأدمع * * أنمر بالعرصات لا نبكي بها * وهي المعاهد منهم والأربع * * يا سعد ما هذا القيام وقد نأوا * أتقيم من بعد القلوب الأضلع * * هيهات لا ريح اللواعج بعدهم * رهو ولا طير الصبابة وقع * * جاروا على قلبي بسحر جفونهم * لا زال يشعبه الأسى ويصدع * * وأبى الهوى إلا الحلول بلعلع * ويح المطايا أين منها لعلع * * لم أدر أين ثوروا فلم أسأل بهم * ريحا تهب ولا بريقا يلمع * * وكأنهم في كل مدرج ناسم * فعليه مني رقة وتضوع * * فإذا منحتهم السلام تبادرت * تبليغه عني الرياح الأربع *
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»