القاسم ابن أبي الحسن القاضي كان والده من أعيان الفقهاء على مذهب داود الظاهري وكان قاضيا ببغداد ولما توفي ولي ولده هذا القضاء ببغداد يوم الاثنين لليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة وبقي مديدة قم عزل وولي نظر البيمارستان وحدث عن والده وأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين وأبي الحسن علي بن عمر الحربي السكري القاضي الجرجاني الشافعي علي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي بن إسماعيل القاضي أبو الحسن الجرجاني ولي القضاء بها ثم انتقل إلى الري قاضي القضاة وكان من مفاخر جرجان وصنف تاريخا وله في الأدب اليد الطولى وشعره وبلاغته إليهما المنتهى وله الوساطة بين المتنبي وأبي تمام وله تفسير القرآن وكان حسن الخط حسن السيرة في القضاء شافعي المذهب وله قال الصاحب بن عباد من الطويل * إذا نحن سلمنا لك العلم كله * فدعنا وهذي الكتب نجني صدورها * * فأنهم لا يرتضون مجيئنا * بجزع إذا نظمت أنت شذورها * وكان في صباه قد خلق الخضرفي قطع عرض الأرض وتدويخ بلاد العراق والشام وفيه يقول بعض أهل عصره من المتقارب * أيا قاضيا قد دنت كتبه * وأن أصبحت داره شاحطه * * كتاب الوساطة في حسنه * لعقد معاليك كالواسطه * وتوفي سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة ومن شعره من الطويل * يقولون لي فيك انقباض وإنما * رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما) * (أرى الناس من داناهم هان عندهم * ومن أكرمته عزة النفس أكرما *
(١٥٧)