الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ١٨٣
في غير هذه الدار ولم يكن متزوجا ووقف داره هذه وكتب على البيمارستان المنصوري وكان يبغض كلام جالينوس ويصفه بالعي والإسهاب الذي ليس تحته طائل بخلاف شيخنا عماد الدين النابلسي فإنه كان يعظمه ويحث على قراءة كلام جالينوس وكان علاء الدين قد تولى المسرورية بالقاهرة في الفقه وذكر انه شرح من أول التنبيه إلى باب السهو شرحا حسنا مرض رحمه الله تعالى ستة أيام أولها يوم الأحد وتوفي سحر يوم الجمعة الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وستمائة بالقاهرة وأنشدني الصفي أبو الفتح بن يوحنا بن صليب بن مزجي بن موهب النصراني لنفسه يرى علاء الدين بن النفيس (من الكامل) * ومسائل هل عالم أو فاضل * أو ذو محل في العلا بعد العلا * * فأجبت والنيران تضرم في * الحشا أقصر فمذ مات العلا مات العلا * انتهى كلام أثير الدين أخبرني الإمام العلامة الشيخ برهان الدين إبراهيم الرشدي خطيب جامع أمير حسين بالقاهرة قال كان العلاء بن النفيس إذا أراد التصنيف توضع له الأقلام مبرية ويدير وجهه إلى الحائط ويأخذ في التصنيف من خاطره ويكتب مثل السيل إذا انحدر فإذا كل القلم وحفي رمى به وتناول غيره لئلا يضيع عليه الزمان في بري القلم وأخبرني الشيخ نجم الدين الصفدي رحمه الله تعالى أن الشيخ بهاء الدين بن النحاس كان يقول لا أرضى بكلام أحد في القاهرة في النحو غير كلام علاء الدين بن النفيس أو كما قال وقد رأيت له كتابا صغيرا عارض به رسالة حي بن يقظان لابن سيناء ووسمه بكتاب فاضل بن ناطق وانتصر فيه لمذهب أهل الإسلام وآرائهم في النبوات والشرائع والبعث الجسماني وخراب العالم ولعمري لقد أبدع فيه ودل ذلك على قدرته وصحته وذهنه وتمكنه من العلوم العقلية وأخبرني السديد الدمياطي الحكيم بالقاهرة وكان من تلاميذه قال اجتمع ليلة هو والقاضي جمال بن واصل وأنا نائم عندهما فلما فرغا من صلاة العشاء الآخرة شرعا في البحث وانتقلا من علم إلى علم والشيخ علاء الدين في كل ذلك يبحث برياضة ولا انزعاج وأما القاضي جمال الدين فإنه ينزعج ويعلوا صوته وتحمر عيناه وتنتفخ عروق رقبته ولم يزالا كذلك إلى أن أسفر الصبح فلما انفصل الحال قال القاضي جمال الدين
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»